في معرضه الجديد ، كشف الفنان الكوسوفي بيتريت حاليل عن مجموعة من التماثيل المستوحاة من الرسوم العشوائية كجزء من اللجنة السنوية لحديقة السطح في المتحف الكبير في نيويورك. وُلِد الفنان بيتريت حاليل في عام 1986 في كوسوفو وقد قدم هذا الأسبوع معرضا فريدا على سطح متحف المتروبوليتان الشهير في نيويورك. يعتمد هذا العرض الأخير على مشروعه الواسع “أبيتر” الذي عرض لأول مرة في عام 2015، والذي يعتمد على أبحاث شاملة قام بها الفنان بحوالي 3000 رسم لا يُراعى على مكاتب الفصول الدراسية سواء في مدرسته السابقة في كوسوفو أو في بلدان أخرى في منطقة البلقان. وقد خلق حاليل مجموعة من التماثيل – رسوم ثلاثية الأبعاد للرسوم – على سطح المتحف. يُبرز العرض، والذي تعكس نعومته تماثيله المصنوعة من الفولاذ والبرونز، مذكرة مؤثرة للذاكرة الجماعية، فضلا عن نظرة داخل عقول وخيالات الأطفال في سن الدراسة خلال أو بعد الانقسام والنزاع الوحشي في المنطقة.
تشير الرسوم العشوائية المصنوعة من قبل الأطفال على مكاتبهم في لحظات من الملل أو التشتت إلى الأحلام والخيالات في عقولهم، كما أوضح الفنان. ويعكس عنوان المعرض نفسه، الذي يُستخدم من قبل الأطفال في كوسوفو لتعلم الأبجدية في المدرسة، اعترافا بالتعليم الذي حُرم الآلاف من الأطفال منه خلال النزاعات في التسعينيات. بالنسبة لحاليل، الذي اضطر كطفل صغير إلى الانتقال إلى مخيم للاجئين الألبانيين، والذي اتخذت له الفن وسيلة للتعبير والعلاج، يُعتبر المشروع شخصيًا للغاية. سيعرض معرض “أبيتار” في حديقة سطح Iris and B. Gerald Cantor Roof Garden حتى 27 أكتوبر 2024.
بالإضافة إلى الأعمال الفنية الأخرى التي يقوم بها، يُعتبر مشروع “أبيتر” الذي قام به الفنان الشاب بيتريت حاليل مشروعًا شخصيًا يحمل الكثير من الرمزية والدلالات بالنسبة له. إذ كان مضطرًا لمغادرة بلده الأصلي بسبب النزاعات والتوترات، وهو ما جعل الفن وسيلة للهروب والتعبير عن ذاته. وبالإضافة إلى ذلك، يكشف مشروع “أبيتار” عن تأثير الحروب والتقسيمات الدموية على جيل الأطفال في المنطقة، وكيف أثر ذلك على مخيلاتهم وأحلامهم. ويعكس العرض الفني الكبير هذا تفاني وإبداع الفنان، ويبين تأثير الفن على التأثير النفسي للشخص وكيف يمكن أن يكون وسيلة للتصالح والعلاج النفسي.
يعد معرض “أبيتر” في متحف المتروبوليتان في نيويورك من أبرز المعارض الفنية، حيث يقدم الفنان بيتريت حاليل مجموعة من التماثيل التي تستلهم من رسوم الأطفال على المكاتب في مدارسهم. يُعتبر هذا المشروع فرصة للفنان الشاب للتعبير عن تأثير النزاعات والحروب على الأطفال والمجتمع في منطقة البلقان، ويعكس أيضا تأثير الفن كوسيلة للتعبير والتصالح. بالإضافة إلى ذلك، يعرض الفنان تفانيه وإبداعه من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والمواد المعاصرة في تقديم رسومات الأطفال بشكل ثلاثي الأبعاد ومستوحى منها في تماثيله التي ابتكرها في هذا المعرض الاستثنائي. يعد هذا العرض فرصة للاستمتاع بجمالية الفن والتعبير الفني العميق.