تعتبر معرض “ميكيلانجيلو: العقود الأخيرة”، الذي يفتتح اليوم في المتحف البريطاني بلندن، واحدة من أبرز الأحداث في عالم الفن، حيث يسلط الضوء على فترة مجهولة بعض الشيء من حياة العبقري الإيطالي ميكيلانجيلو خلال سنواته الأخيرة، منذ بلوغه الخمسينات وحتى وفاته عن عمر يناهز 89 عامًا. يُعرض في المعرض كنز من الكنوز النادرة، بما في ذلك الرسم الضخم المكتمل بعنوان “إبفانيا”، الذي أنجزه ميكيلانجيلو بالفحم الأسود، والذي يعتبر أكبر الأعمال النهضوية على ورق. يُقدم المعرض تحف نادرة للزوار، مثل الرسوم الدراسية الأولية لأعماله الشهيرة، إلى جانب رسوم أخرى قام بها قبل وفاته، مما يكشف عن تطور أسلوبه.
وبالإضافة إلى ذلك، تعرض الرسائل التي تجسد حياة ميكيلانجيلو خارج عالم الفن، حيث يكتب إلى ابن أخيه ليوناردو بوناروتي ليشكره على إرسال النبيذ من مزرعة العائلة. كما يُظهر رسالة من Daniele da Volterra، حث فيها ليوناردو على زيارة عمه المريض في أقرب وقت ممكن. على الرغم من تقدمه في العمر، إلا أن طموح ميكيلانجيلو لم يضعف، حيث تظهر خطط لقبة كنيسة القديس بطرس، مما يبرز إبداعه وبصيرته في التصميم.
ويُظهر المعرض تغيرا في أسلوب ميكيلانجيلو بحسب تطور الزمن، حيث يصبح أكثر اهتمامًا بالجانب الروحي الداخلي للشخصيات التي يصوّرها. تُكشف الرسوم التي أُنجزت في فترة وفاته عن كيفية تغيّر أسلوبه بينما كان يتأمل في معاني الحياة والإيمان ويتساءل عن مدى جودتها ويتأمل في قضايا الدين التي يأمل في أن تقربه من الخلاص. يوضح مدير المعرض سارة فاولز أن المعرض يأخذ الزوار في رحلة فنية لاكتشاف الأعمال النادرة لميكيلانجيلو خلال فترة حياته الأخيرة.
وتُظهر الرسوم الأولية لأعماله الشهيرة، مثل “الحكم الأخير”، الذي يغطي الحائط الخلفي لكنيسة السيستين، بالإضافة إلى الرسوم التي أُنجزت قبل وفاته، تطور أسلوبه. يبين فاولز أن مدير المعرض “عندما نبدأ المعرض بالرسوم الخاصة بحكم اليوم الأخير، ربما هذا الجانب من ميكيلانجيلو الذي يتوقع الناس رؤيته، تلك اللقطات الدرامية والمثيرة للإعجاب، الشخصيات المشدودة العضلات، الفascination بتشريح الذكور، بينما عندما نتقدم يتغير اهتمامه وأسلوبه قليلاً”.
يكشف المعرض عن الجوانب المختلفة من شخصية ميكيلانجيلو خلال فترة حياته الأخيرة، حيث يتجلى بجدية أنه كان فنانًا إبداعيًا ومبتكرًا حتى بعد بلوغه سن الستينيات، حيث يظل يعمل على بعض أكبر المشاريع في حياته. ويستعرض المعرض الأعمال الهائلة التي قام بها، مثل “الحكم الأخير” في كنيسة السيستين الكبيرة والقبة في كنيسة القديس بطرس، مما يبرز التحديات الجديدة التي اتخذها ميكيلانجيلو على عاتقه خلال فترة حياته الأخيرة. يشير فاولز إلى أن المعرض “يُظهر بوضوح أنه حتى بعد بلوغ سن الستين ولفترة طويلة بعد ذلك، يمكن للفنانين البقاء إبداعيين ومبتكرين والتفوق في تحدي المشاريع الجديدة”.
وبداية من 2 مايو، يستمر المعرض حتى 28 يوليو، حيث يمكن للجمهور الاستمتاع بالأعمال النادرة للعبقري ميكيلانجيلو واكتشاف جوانب جديدة من حياته وأعماله.