في مهمة إنقاذ ملحمية في روسيا الأوكرانية، قام أوليج غريشينكو، البالغ من العمر 61 عامًا والذي يحمل الجنسية الروسية والأمريكية، بسرعة الى موسكو عندما اقتحمت قوات أوكرانية الحدود. عندما تبين له أنهم متجهون نحو سودجا، مسقط رأس والدته البالغة من العمر 88 عامًا، قفز في سيارته Niva 4×4 وانطلق بسرعة، قادًا لمدة ثماني ساعات وأكثر من 600 كيلومتر. وصل في اليوم الثاني للهجوم، ليجد السكان يفرون بكثافة، إلى جانب القوات الروسية، التي توقفت له على الطريق لتحذيره من تقدم القوات الأوكرانية.
وعندما اقترب من المدينة، وجد سيارات محترقة وجثث قوات روسية تكاثرت في الشوارع، مع ارتفاع الدخان من المباني التي تعرضت للقصف بالمدفعية. كان يمكنه سماع الانفجارات من القتال العنيف من جميع الجهات ورؤية الجنود وهم يتخذون مواقف إطلاق نار.
أصيب بجروح في ذراعه اليمنى من تفجير طائرة بدون طيار، غير أنه تمكن رغم الهزة من المشي فوجها إلى المنزل ذو الثلاث طوابق الذي اشتراه لوالدته. سعى الى حمايتها وعزل النوافذ للبقاء في البيت.
منذ 15 أغسطس، تصادرت أوكرانيا السيطرة الكاملة على سودجا، ولكن لا يزال هناك الكثير من التحديات والأسئلة التي تواجه كييف مع استمرار نجاح العملية. وتنتقد بعض الجهات قرار تحويل الرجال والذخيرة من الجبهة الشرقية الهشة، فيما تقول السلطات المحلية إن الروس يقتربون من بنائر رابعة ومراكز لوجستية.
بعد حوالي أسبوع من المعركة على سودجا، عاد غريشينكو ووالدته الى منزلهما بينما اضطرت وحدة أوكرانية سيارتهم المدمرة لدخول سيارة فاخرة من كراج دار بالقرب. تلقى العلاج في المستشفى المركزي في سومي للجروح التي أصيب بها في الهجوم بمدفعية الطائرات. وعرض جواز سفره الأمريكي للجنود الأوكرانيين المصابين بسوء، الذين اعتقدوا أنه جاسوس، ليشرح لهم أنه إنسان يرفض المشاركة في الحرب.
على الرغم من أن روسيا تسيطر الآن على مساحة تزيد عن 590 كيلومتر مربع في مناطق خاركيف ودونيتسك الشرقية من أوكرانيا، ما يتسبب في تقدم تضاريسي مطرد، فإن القلق ينتاب البعض بشأن تحرك الروس للأمام باتجاه الشرق. وقد استخدمت موسكو قواتها للوصول إلى بعد 10 كيلومترات من بوكروفسك، وهي معقل دفاعي ومركز لوجستي.
وسط هذا كله، تظهر روح القتال في أوكرانيا من جديد، حيث تواصل الحكومة تعزيز مواقعها بالتحصينات والضربات على الجسور، وقد أقامت إدارة عسكرية في سودجا، مما يشير إلى أن أوكرانيا تعتزم البقاء في تلك المنطقة لفترة طويلة. في معركة كورسك، قادت قوات أوكرانية فعالة على الصعيد التكتيكي على الرغم من أن الوضع يظل محور إثارة القلق والتساؤلات.
وفي نهاية المطاف، تمكن غريشينكو ووالدته من العودة بأمان إلى المنزل في سومي بعد تقديم المساعدة لمجموعة من الأوكرانيين الذين تعرضت سيارتهم للاعتداء. وقد استفادوا من ركوب مجموعة من الجنود الأوكرانيين إلى مكان آمن، بينما يواصل البلد النضال في وجه التهديدات الروسية المتقدمة.