حذرت رابطة إعلامية بريطانية شركة “أبل” من إدراج أداة “محو الويب” في متصفحها، مؤكدة أن ذلك قد يهدد استدامة التمويل الصحفي. وقد أعربت رابطة “نيوز ميديا أسوسيشن” البريطانية، المسؤولة عن المؤسسات الإعلامية الاخبارية، عن مخاوفها حيال الأثر الذي ستكون له هذه الأداة على الإيرادات الرقمية في مجال الصحافة. ودعت الرابطة إلى عقد اجتماع بين الناشرين وشركة “أبل” لمناقشة الآثار المحتملة لإدخال هذه الأداة.
من المتوقع أن تستخدم “أبل” ميزة الخصوصية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في متصفح “سفاري”، لإزالة الإعلانات أو محتويات مواقع الويب الغير مرغوب فيها. وقد أشارت الصحيفة إلى أن الإعلانات هي مصدر دخل رئيسي للعديد من الناشرين، وأن الصحافة المهنية تتطلب التمويل. كما أعربت الرابطة في رسالتها عن مخاوف حيال المساءلة التحريرية في حالة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإزالة محتوى المقالات بشكل انتقائي.
لا تزال “أبل” والرابطة لم تردا بعد على طلب للتعليق، ولكن تظهر مخاوف من تأثير هذه الأداة على الإعلانات الرقمية وبالتالي على استدامة التمويل الصحفي. وقد أثارت الرسالة التي أرسلتها الرابطة إلى رئيس شؤون حكومة “أبل” في المملكة المتحدة تساؤلات حول مستقبل الصحافة المهنية وكيفية التأثير السلبي المحتمل للميزة الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
يبدو أن هذا الصراع بين شركة “أبل” ورابطة الإعلام البريطانية لن ينتهي قريبًا، حيث يبقى الجدل مفتوحًا حول استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على الخصوصية والتأثير المحتمل على الصحافة المهنية. سيبقى القطاع الإعلامي على موعد مع تحديات جديدة في عصر التكنولوجيا، وعليه أن يعمل على إيجاد حلول توازن بين الحفاظ على الخصوصية والحفاظ على التمويل الصحفي المستدام.
