ذكرت مصادر مختصة في مجال التكنولوجيا أن شركات الحوسبة السحابية التابعة لجوجل ومايكروسوفت تسمح للشركات الصينية بالوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركة إنفيديا من خلال تقديم خدمات مراكز البيانات خارج الصين. ويعتبر هذا الإجراء مخالفًا لتوجيهات إدارة بايدن التي تحظر على الشركات الصينية استخدام التكنولوجيا الأمريكية، في ظل المخاوف الأمنية التي تحيط بهذا القطاع الازدهار.
وبحسب شهادة شخص مطلع على الأمر، فإن شركة جوجل تسمح للعملاء في الصين باستخدام الخوادم الواقعة خارج البلاد الآسيوية، وتؤكد على أن خدماتها تتماشى مع اللوائح الأمريكية في مجال التصدير. من جانبها، لم تعلق شركات مايكروسوفت وألفابت وإنفيديا بعد على طلبات وسائل الإعلام للحصول على تعليقات حول هذا الخبر الذي يهم قطاع التكنولوجيا الحديث.
من جهة أخرى، أشارت إدارة بايدن إلى أنها تحرص على منع الشركات الصينية من الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية، بما في ذلك الشرائح الإلكترونية المتقدمة، وذلك بهدف حماية الأمن الوطني. ويأتي هذا الإجراء في سياق متزايد للتوترات التجارية والتقنية بين الولايات المتحدة والصين، التي تشهد تبادلًا متبادلًا للعقوبات والقيود على العمليات التجارية بين البلدين.
تثير تلك الأحداث والتطورات المستمرة في قطاع التكنولوجيا الحديث مخاوف عديدة بشأن مدى إمكانية نقل التكنولوجيا واستخدامها في أغراض غير مشروعة أو تهديد الأمن الدولي. وتبرز أهمية تواصل الحكومات والشركات في تحقيق التوازن بين تطوير التكنولوجيا وحماية سيادتها وأمنها من تحديات مثل التجسس الإلكتروني والقرصنة السيبرانية.
في هذا السياق، يعد الاعتماد على الحوسبة السحابية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من أبرز التقنيات المتطورة التي تسهم في تحسين الأعمال وزيادة الإنتاجية في العديد من القطاعات الاقتصادية. ولذلك، تتطلب هذه القطاعات التعاون الدولي والتنسيق المشترك بين الدول والشركات لضمان سلامة وأمان استخدام التكنولوجيا بما يتوافق مع المعايير الأخلاقية والقانونية.
وفي ظل تطور مستمر لقدرات التكنولوجيا وانتشارها في جميع جوانب الحياة اليومية، يظهر أهمية فهم ومتابعة التطورات في مجالات مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لضمان استفادة جميع الأطراف من فوائدها دون تهديد للأمان والخصوصية الفردية. وعلى الحكومات والشركات الاستجابة لتلك التحديات بروح التعاون والشراكة لبناء مستقبل تكنولوجي آمن وموثوق.