جمع الصين تبرعات ضخمة بلغت 344 مليار يوان (47 مليار دولار) لدعم صناعة الرقائق الالكترونية في البلاد، في إطار جهود الرئيس شي جينبينغ لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مواجهة جهود الولايات المتحدة لقيود وصول البلاد إلى أحدث التكنولوجيا. جمع صندوق الاستثمار، المعروف باسم “الصندوق الكبير” البالغ 47 مليار دولار، من مساهمات من وزارة المالية، الحكومات المحلية، الشركات الحكومية، ولأول مرة البنوك الحكومية.
تأتي هذه الخطوة في إطار تصاعد سباق التكنولوجيا مع الغرب، وتتبع جهوداً مشابهة في واشنطن والعواصم الأوروبية لبناء صناعات رقائق داخلية. رفعت أخبار التمويل نسبة كبيرة من أسهم الشركات المصنعة للرقائق في الصين. بعد أن وافقت بكين على جولة ثالثة لـ “الصندوق الكبير”، تصادفت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، التي تقود المبادرة، في البداية على صعوبة تجميع أموال من الحكومات المحلية والشركات الحكومية تأثراً بتراجع الاقتصاد.
بحسب المطلعين على الموضوع، سيستهدف الصندوق الثالث شركات الصينية المصنعة للمعدات لمصانع الرقائق، بعد أن ضخت الجولتان السابقتان رؤوس أموال في تصنيع الرقائق. تهدف الشركات الناشئة والتكنولوجيات التي تدعمها هذه التمويلات لتجاوز ما تصف بكبتات الصناعة الصينية للرقائق. يرأس “الصندوق الكبير” المسؤول زانغ شن، الذي عمل سابقاً في قسم التخطيط بوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات.
الصندوق يضم 19 شريكاً، من بينهم وزارة المالية التي قدمت حوالي 60 مليار يوان جعلتها الأكبر، وتليها البنك التنموي الصيني بنسبة 10.5 بالمئة. تشارك ستة من أكبر البنوك الحكومية الصينية، بما في ذلك أكبرها، البنك الصناعي والتجاري الصيني، في المساهمة بنسبة 33.1 بالمئة برأس مال يبلغ 114 مليار يوان. تعتبر صناديق رأس المال في الصين هذه وسيلة للحكومة لدعم شركات الرقائق المحلية ودفع نمو الصناعة.