Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

Summarize this content to 2000 words in 6 paragraphs in Arabic
لا يحظى الأوَّل من أغسطس 2013 بخصوصية لدى غالبية أهل المعمورة. يوم كغيره، أشرقت فيه الشمس وأضاءت بخيوطها الذهبية وجه الأرض، ثم لملمت وفودها، وغربت نحو مخدعها تاركة الليل يُطبِق لجَّته الحالكة على الأفق الواسع. وبينما هجعت جميع بلدان القارة العجوز مع نهاية ذلك اليوم، أحيا أبناء صربيا ليله الناعس في شوارع العاصمة بلجراد والمدن الأخرى، احتفالًا بمنجز تاريخي أهداه إليهم منتخب بلادهم تحت 19 عامًا، عبر تحقيقه لقب كأس الأمم الأوروبية للشباب.يوم لا يُنسى، عادت خلاله كرة القدم الصربية إلى الواجهة الأوروبية، بعد أعوام طويلة من الغياب والحرمان والعقوبات. انتفض صغارها في وجه الجميع وظفروا بالأميرة الأوروبية في إنجاز استثنائي اعتلوا به منصّات التتويج.في المباراة النهائية، فازت صربيا على فرنسا بهدف واحد لأندريا لوكوفيتش، إلا أنَّ اسمًا آخر استأثر بالاهتمام وتسلطّت حوله الأضواء، هو بريدراج رايكوفيتش، حامي العرين والحارس الأمين للمنتخب، والرجل الذي دافع عن مرماه ببسالة، مُتصدّيًا لأكثر من فرصة للديوك، حتى خرج بشباكه نظيفة من «أم المعارك».ولم تكن المباراة النهائية هي «كلمة السر» في مشوار الصرب، بل قمة دور الأربعة أمام المنتخب البرتغالي، التي انتهى زمنها بالتعادل 2-2 ليحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح، وعندئذ تقمّص رايكوفيتش شخصية البطل الخارق، وتصدى لأكثر من ركلة معبدًا طريق زملائه إلى الموقعة الختامية.«ماذا يسعني أن أقول؟ بالنسبة لي هذه المباراة لا تصدق، لا يمكنك لعب نصف النهائي كل يوم. لقد وصلنا إلى النهائي، وهذا إنجاز كبير» قال رايكوفيتش، الذي يذود منذ بداية الموسم الجاري عن مرمى الاتحاد، هذه الكلمات بعد مباراة البرتغال، بصوت متهدّج تغالبه فرحة الفوز والفخر.والحقيقة أنَّ الحارس، لم يكن نجم الشبّاك الوحيد في تشكيلة ذلك المنتخب، فقد حضر اسم آخر لا يقل عنه دورًا في ذلك الإنجاز، وهو المهاجم ألكسندر ميتروفيتش، الذي سجل هدفًا خلال البطولة وحجز لنفسه مكانًا ضمن تشكيلتها المثالية.وعلى أرضية ملعب سودوفا في ليتوانيا، مسرح النهائي، تفجرت أفراح ميترو ورايكوفيتش بعد قنص الديوك. احتضنا بعضمها كثيرًا، ورفعا معًا الكأس. هناك تشكّلت بينهما علاقة قوية وثّق أواصرها الإنجاز الوطني الذي دخلا به التاريخ.وفي تصريح للموقع الرسمي للاتحاد الدولي «فيفا»، قال «ميترو» عقب اللقاء مزهوًا: «لقد دخلنا الآن تاريخ كرة القدم الصربية بتحقيق اللقب الكبير». ولا غرو أنَّ مهاجم الهلال الحالي كان محقًا بهذا التعبير، فالصرب غابوا لفترة عن المحافل الدولية، جرّاء عقوبة «فيفا» باستبعادهم من مونديال 94 على خلفيات سياسية، ثم عادوا لاحقًا على استحياء دون أي إنجاز يُذكر في أكثر من محفل قاري ودولي خاضوه، حتى ظهر ذلك الجيل الشاب الذي تُوِّج بهذه البطولة، ثمَّ بكأس العالم للشباب بعدها بعامين.وأكسب ذلك التتويج رايكوفيتش شهرة واسعة في بلاده، كان من نتائجها انضمامه إلى العملاق ريد ستار العاصمي، أحد أكبر وأعرق أندية صربيا، قادمًا من نظيره ياجودينا، الأصغر حجمًا وثقلًا.في تلك الآونة، حزم ميتروفيتش حقائبه وترك بلجراد، التي كان ينشط في صفوف بارتيزان، عملاقها الآخر، بعدما التقطته أعين كشافي أندرلخت البلجيكي، ومهّدوا خطوة توقيعه للنادي عقب أيام قليلة من البطولة.وأدى ذلك الرحيل إلى قتل فرصة تنافس كل منهما ضد الآخر في ديربي بلجراد بين الغريمين ريد ستار وبارتيزان، بعد المباراة الوحيدة التي التقي فيها الشابان خلال موسم 2012ـ2013، عندما فاز بارتيزان على ياجودينا بهدف دون رد.وكرّ شريط الزمن موثقًا رحلة تنقل رايكوفيتش إلى أكثر من ناد، حتى حطّ الرّحال في الاتحاد الصيف الماضي قادمًا من ريال مايوركا الإسباني، الذي كان أحد شموعه المضيئة. كذلك صنع ميترو اسمًا له في إنجلترا مع نيوكاسل وفولهام، وسبق زميله إلى الأراضي السعودية عبر الانضمام إلى الهلال أغسطس 2023.ومع وصول رايكوفيتش إلى الاتحاد، عوَّض دوري روشن السعودي فرصة مواجهته الضائعة مع مواطنه في ديربي بلجراد، وحوّلهما مجددًا من زميلين إلى خصمين تباريا في كلاسيكو الدور الأول من النسخة الجارية، سبتمبر الماضي، بعد نحو 11 عامًا من فوزهما سويًا بأمم أوروبا للشباب.ونحّى ميترو في ذلك الكلاسيكو زمالته مع ابن جلدته جانبًا، وهز شباكه بهدفين قاد بهما الفريق العاصمي للفوز 3ـ1. وبعد ذلك بنحو 4 أشهر التقيا مُجدّدًا في موقعة ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين التي غادرها مهاجم الأزرق سريعًا تحت تأثير الإصابة، واضطرَّ إلى مشاهدة زملائه يخسرون بركلات الترجيح أمام رايكوفيتش ورفاقه.وعلى الرغم من استمرار الصربيين مع فريقيهما، تبدو الظروف مهيأة حاليًا لضياع فرصة تواجه المهاجم والحارس مجددًا، مثلما حدث قبل نحو 12 عامًا، في ظل استمرار معاناة لاعب الهلال من إصابة قد تحرمه خوض كلاسيكو السبت ضمن الدور الثاني من «روشن».

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.