بعد أن كانا رفيقين على الحلوة والمرة نحو 1273 يومًا بين 2019 و2023، وعاشا المشاعر نفسها معًا طيلة 118 مباراة مع «سيتيزنز»، واحتفلا بامجاد لا تنسى رافعين 5 ألقاب، يأتي اللقاء هذه المرة بطعم المرارة والغصة ، فهما لم يعدا يرتديان القميص السماوي عينه، ولا يدافعان عن اللون نفسه ، يتقابلان في جدة ، مواجهة الند للند ، والعدو للعدو.. هكذا سيكون حال الجزائري رياض محرز، الجناح الأخضر، والبرتغالي جواو كانسيلو، الظهير الأزرق، عندما يتواجهان في قمة قمة الجولة السادسة من دوري روشن السعودي بين فريق الأهلي الأول لكرة القدم وضيفه الهلال السبت على ساحل عروس البحر الاحمر.
استقبل السيتي محرز أولا في يوليو 2018، قادمًا من ليستر سيتي، قبل أن ينضم كانسيلو إلى كتيبة الاسباني بيب جوارديولا صيف العام التالي، لتبدأ علاقة نجمي الأهلي والهلال الحاليين، حتى غادر كانسيلو إلى بايرن ميونيخ بنظام الإعارة في يناير 2023.ويُعد محرز سادس أكثر زميل لعب كانسيلو إلى جانبه خلال مسيرته، إذ كانا على أرض الملعب معًا مدة 6338 دقيقة في 118 مباراة في 5 مسابقات مختلفة، وكانت محطة مشتركة غاية في النجاح، إذ حققا 88 فوزًا و12 تعادلًا في هذه المباريات، وحصدا معدل 2.34 نقطة في المباراة الواحدة، مقابل 18 هزيمة، كما تُوّجا بـ 5 ألقاب، وهي كأس الرابطة الإنجليزية عام 2021، وكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2023، ولقب الدوري الإنجليزي في 3 مواسم متتالية.
وسجَّل محرز 39 هدفًا مع 20 تمريرة حاسمة في هذه المباريات المشتركة، فيما طبع كانسيلو بصمته فيها على 7 أهداف و17 تمريرة حاسمة.ولم يسبق لهذا الثنائي أن لعبا وجهًا لوجه، إذ لعب كانسيلو لفالنسيا الإسباني بين 2014 و2017، ثم أمضى موسم 2017ـ2018 مع إنتر ميلان الإيطالي، وكان محرز في صفوف ليستر سيتي خلال هذه الفترة، وانتقل الأخير إلى مانشستر سيتي عام 2018، بالتزامن مع انتقال كانسيلو إلى يوفنتوس الإيطالي، قبل التحاق الظهير البرتغالي بالسيتي صيف العام التالي.
رغم أن اللقاء بين محرز وكانسيلو سيكون محطة مريرة ومؤلمة بعض الشيء، وذلك بسبب المباريات المشتركة التي خاضاها والإنجازات التي حققاها سويًا، إلا أن الطموح الرياضي سيكون العنصر الأبرز في هذه المواجهة، حيث يسعى كل منهما لتحقيق الفوز مع فريقه وإظهار قدراته الفردية في الملعب. ومن المؤكد أن جماهير الأهلي والهلال ستكون على موعد مع مباراة مثيرة ومشوقة بين هذين اللاعبين المميزين.
من الممكن أن يكون اللقاء بين محرز وكانسيلو بمثابة حدث تاريخي، حيث سيلتقيان لأول مرة وجهًا لوجه على أرض الملعب بعد قضاء فترة طويلة كواحدين في نقل الكرة وتقديم الإسهامات الكبيرة لفريقهما. وعلى الرغم من قوة العلاقة الرياضية بينهما، يبقى الطموح الفردي والانتماء لألوان الفريق هو العامل الذي سيحدد مجريات المواجهة بينهما وسيجعل كل لاعب يسعى لتحقيق الانتصار بأي ثمن.
بالإضافة إلى الجوانب الرياضية، فإن هذا اللقاء سيكون فرصة للاعبين لطي صفحة الماضي وترك العلاقة السابقة خلفهم، والتركيز بشكل كامل على مساهمة في تقديم أفضل أداء ممكن مع فريقهما الحالي. فالرياضة تعلمنا أن العلاقات القديمة قد تتغير في مواجهة المنافسة، وأن كل لاعب يجب أن يكون مستعدًا للتحدي الجديد والبحث عن الانتصار بكل قوة وتفاني. إنها فرصة لإثبات الذات وتحقيق الأهداف الشخصية والجماعية بما يخدم مصلحة الفريق في المقام الأول.
بشكل عام، يمكن القول أن لقاء محرز وكانسيلو سيكون هو الحدث الأبرز في مباراة الأهلي والهلال، وقد يكون مصدر إلهام لبقية اللاعبين والجماهير لتقديم أداء مميز ومثير خلال المباراة. سيكون للحرب الباردة بين الجزائري والبرتغالي طابع خاص في هذه المباراة، وقد تكون النتيجة النهائية لصالح أحدهما، لكن الأهم هو الروح الرياضية والاحترام المتبادل بين الطرفين وتقديم عرض كروي جيد يسر الجمهور ويبرز قوة كرة القدم السعودية في الوقت الراهن.