بعد 50 عامًا من أكبر غارة جوية أمريكية في تاريخ فيتنام، لا تزال النساء الفيتناميات يعانين من الذخائر غير المنفجرة، وحتى أثناء حملهن. تران ثي لي فان كانت في سن العاشرة عندما سمعت الانفجار القاتل الذي غير حياتها إلى الأبد. اليوم، تعمل تران كقائدة لفريق إزالة الألغام الوحيد المكون من النساء بالكامل في فيتنام. والفريق يبحث بعناية عن الذخائر الكامنة التي خلفتها الحرب ويؤثر تأثيرا كبيرا على السكان المحليين.
الحرب جعلت من مقاطعة كوانغ تري في فيتنام أكثر المناطق تعرضا للقصف، والآن بعد مرور نصف قرن من توقف القنابل عن السقوط، لا يزال الناس يموتون جراء الذخائر الكامنة. لا توجد إحصائيات وطنية شاملة حول ضحايا الذخائر، لكن يعتقد أن أكثر من 100 ألف شخص قتلوا أو أصيبوا بسببها منذ نهاية الحرب. وعلى الرغم من هذا التحدي، فإن تران وزملاؤها يستمرون في جهودهم لتطهير الأرض وإنقاذ الأرواح.
عمليات إزالة الألغام تتطلب جهدًا بدنيا كبيرًا ومحفوفا بالمخاطر، ولكن لتران وزميلاتها، هذا العمل هو أكثر من مجرد وظيفة. إنها مهمة لشفاء الأرض وخلق مستقبل آمن للجيل القادم، بالإضافة إلى أنها شخصية جدا بالنسبة لهن، حيث فقدن أحباء بسبب الذخائر الكامنة.
فريق تران يكشف عن الذخائر القديمة بشكل يومي، ويقوم بتدميرها بطرق آمنة، مما يسهل عودة السكان المحليين إلى حياتهم الطبيعية. توجد خطط لتوسيع نطاق العمل ليغطي جميع المناطق الملوثة بالذخائر الكامنة بحلول عام 2035، مما يخلق آمالا جديدة للمجتمع.
العمل في تطهير الألغام يعطي النساء الفرصة لتكون جزءًا من تطوير وتنظيف المنظر الطبيعي بعد النزاعات. وبالرغم من أن العمل في مجال إزالة الألغام غالبًا ما يكون مهيمنًا من قبل الذكور، إلا أن مجموعة تران تعبر عن سعادتها بتجربتهن الإيجابية والرفاقة التي تجمعهن أثناء العمل.
تدعم الجمعيات الخيرية مثل مجموعة استشارات الألغام النساء العاملات لتحقيق أهدافهن وتحفيزهن على تقديم أفضل ما لديهن. ومع تقدم العملية في فيتنام، يتوقع أن ترتقي المناطق المحلية اقتصاديًا واجتماعيًا، بالإضافة إلى تحسين حياة السكان المحليين بشكل ملحوظ.