رأت صحيفة هآرتس أن حرب الخداع التي تجري الآن في إسرائيل قد تصل يومًا ما إلى نقطة يرفض فيها الناس التجنيد فيها. وقد أعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الأشخاص الذين يعارضون خدمة الجيش يحاولون كبح جماح الحكومة ومنع اندفاع الجيش نحو حرب طويلة وخطيرة. توم مهاجر، الذي تم سجنه بسبب رفضه لقيادة نقطة تفتيش شرق رام الله، أوضح أن أهداف الحرب في غزة لم تحقق النجاح المرجو منها وفشلت في تحقيق التحرير المزعوم.
وبعد صمود قوات حماس لأكثر من 6 أشهر في مواجهة هجوم إسرائيلي غير مسبوق، ووسط عزلة دولية لإسرائيل وضغوط من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، يتوقع توم مهاجر أن تسحب حماس الأمور لفترة طويلة دون التوصل إلى اتفاق سلام. ولاحظ هناك أن الوضع الأمني على الحدود الشمالية مع لبنان يزداد سوءًا بعد أشهر من إجلاء السكان، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهة حزب الله بفعالية.
وعلى الرغم من فشل الحكومة في تحقيق أي تقدم في الحرب، إلا أنها تصر على مواصلة الصراع والثرثرة حول “النصر الكامل”. وقد أشارت الصحيفة إلى أن بنيامين نتنياهو يواجه صعوبة في اتخاذ قرار عقلاني بسبب تهديدات من اليمين المتطرف، وأيضًا لعدم وجود بديل منافس بيني غانتس وغادي آيزنكوت.
ويؤكد الكاتب أن النظام السياسي في إسرائيل يعاني من فراغ قيادي ولا يجد شخصًا شجاعًا يمكنه وقف الحرب والانسحاب من غزة. ورغم التظاهرات المستمرة، إلا أنها لا تعتبر كافية لضغط الحكومة والجيش على إنهاء النزاع. وهذا يدل على أن الحكومة مستمرة في سياستها رغم فشلها، وهي تعتبر أنها قادرة على تحمل هذه الضغوط.