بمجرد وقوع المذبحة في رفح، بدأت الصحفية الإسرائيلية أليسون كابلان في مقالها بصحيفة هآرتس بالكشف عن واقع إسرائيل القبيح. حيث أكدت أن العدوان كان حتميًا بالنظر إلى الأوضاع في المنطقة ووجود ملايين اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات. ورغم الدفاع عن جيش إسرائيل باعتباره “أخلاقيًا”، إلا أن الغارة الإسرائيلية تسببت في دمار واسع النطاق ومقتل العديد من الأبرياء.
وفي محاولة لردع الاتهامات بأن الهجوم كان متعمدًا، عبر قادة إسرائيل ومناصروها عن رفضهم لمثل تلك الادعاءات، واصفينها بأنها “معادية للسامية”. ومع ذلك، أدركت الكاتبة أن جهودهم لن تنجح هذه المرة في تبرئة إسرائيل، بل أظهروا وبوضوح أن الهجوم كان مدبرًا، وذلك من خلال احتفالات اليمين الإسرائيلي بالأحداث المأساوية التي وقعت في رفح.
كما كشفت كابلان عن الأدوار التي لعبها الصحفي الإسرائيلي ينون ماغال والوزير “المتطرف” إيتمار بن غفير في تحريض الكراهية والفخر بالعنف ضد الفلسطينيين. وأشارت إلى أن سلوكهما يكشف عن نوايا خبيثة تعرقل أي محاولة لتبرير سلوك الجيش الإسرائيلي، وبالتالي يجعل من الصعب على أولئك الذين يرون “إسرائيل المختلفة” أن يثبتوا العكس.
تحاول كابلان في مقالها إظهار الوجه الحقيقي لإسرائيل والتحديات التي تواجهها من أجل تغيير الصورة النمطية للدولة. وبالرغم من الدفاع عن سياسات إسرائيل وتأكيدها على أنها “أخلاقية”، إلا أن الأحداث المأساوية في رفح توضح أن هناك وجهًا آخر للبلد يستحق الكشف عنه والتصدي له.
وفي ختام مقالها، أشارت كابلان إلى أن التصرفات العنصرية والمتطرفة لبعض الأفراد في إسرائيل تجعل من الصعب على الذين يؤمنون بأن هناك “إسرائيل مختلفة” أن يثبتوا ذلك. وأن مثل هذه الأحداث المأساوية تروج لتصورات سلبية عن إسرائيل وتعرقل أي جهد لتغيير الصورة النمطية للدولة.