دعا مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى التفكير في “جنون” الحرب التي يخوضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضد قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي. وطالب الصحفي الإسرائيلي السلطات بالكف عن لعب أدمغة المواطنين، واستفسر عن سبب عدم مهاجمة رفح حتى الآن إذا كانت تعتبر مفتاحا للنجاة. واستفسر أيضا عن تأخر الجيش في السيطرة على المعبر وتحقيق الأمن في المنطقة.
ووصف الكاتب الحرب التي يشنها نتنياهو بأنها “مروعة وإجرامية”، وأشار إلى أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي مشترك في هذا الإصرار على المواصلة. وأكد أن واجبهم لا يقتصر على تنفيذ الأوامر، بل يجب التحدث بشكل قوي ضد هذه السياسات المدمرة. وأشار إلى أن دخول رفح لم يصبح ملحيا إلا بعد التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن تبادل الأسرى.
وأوضح المقال أن هدف نتنياهو هو عرقلة أي صفقة محتملة تؤدي إلى وقف إطلاق النار، وربما نهاية الحرب. وأكد أن رئيس الوزراء يستمر في خطابه المستفز، وأعتبره “مجنونا” لسبب وجيه. وأشار إلى أن إسرائيل لا يمكنها تحمل عبء حرب طويلة الأمد أو تجاهل التداعيات الاقتصادية والسياسية لها.
وأشار الكاتب إلى أن الحرب على غزة استمرت لسبعة أشهر، أطول من بعض الحروب الكبرى في التاريخ. وأكد أن تحقيق النصر الكامل ليس هدفا واقعيا ويجب البحث عن حلول سياسية لإنهاء النزاع بطريقة تضمن أمن إسرائيل ومصالحها. وأشار إلى أن وضع حد لقوة حماس في غزة يعد أمرا “مستحيلا” من دون خطة استعاضية دولية.
وختم الكاتب المقال بتأكيد أن تحقيق “النصر الكامل” لا يمكن أن يتحقق في هذه الحرب، ويجب البحث عن حلول سياسية تضمن الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة. وأشار إلى أن القوى الأجنبية والتدخلات الخارجية يجب أن تستخدم كوسيلة لإنهاء النزاعات وليس تأجيجها، وذلك لتحقيق السلام والاستقرار المستدام في الشرق الأوسط.
