صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قامت بتحقيق يفسر انتحار 10 ضباط وجنود في جيش الاحتلال منذ هجوم طوفان الأقصى. وقد كان المنتحرون يرون أن ما شاهدوه في مواقع القتال دمر حياتهم، وكانوا يعانون من آلام ما بعد الصدمة والشعور بالذنب. في يوم الهجوم الذي وقع في كيبوتسات بالقرب من غزة، كانت كل الدمار والحياة التي انتهت ظاهرة بشكل واضح.
الجنود ساروا في الممرات بحثًا عن الجثث والرفات التي لم يتم العثور عليها، محاولين تحديد مكانها والبحث عن مقاتلي حماس. بعضهم انتحر في البدايات السريعة للحرب، بينما قتل آخرون بالخطأ بين زملائهم. وكان هناك جنديان قتلا أنفسهما في الساعات الأولى من القتال بين الأدغال والساحات في غزة.
التحقيقات العسكرية أكدت أن بعض الجنود انتحروا، بينهم “يوتام” الذي تم الكشف عن انتحاره بعد أسابيع. وفي رده فعل نادر، أعلنت مديرية شؤون الجيش عن اعتراف بانتحار الجنود بسبب الظروف الشخصية كخسائر في الحرب، مؤكدة تأثير الحرب على الحالة العقلية للجنود. ولاحظت الصحيفة أن معظم الجنود الذين انتحروا كانوا في بداية خدمتهم العسكرية.
وفي سياق مشابه، تحدث أقارب المنتحرين وزملاؤهم عما مروا به وكيف كانوا يعانون نفسيا، فقد كانت رائحة الجثث والصوتيات المروعة تخلق لديهم شعورًا بالفزع والقلق، وهذا كان السبب الرئيسي لتدهور حالتهم النفسية. وأكد البروفيسور ليفي بيلز أن تجربة الحرب وما رأوه الجنود كانت كافية لتحفيزهم على الانتحار.
تعتبر هذه الحالات من آثار الحروب النفسية التي لا يمكن تجاهلها، وهي تظهر عندما يتأثر الجنود بالمشاهد التي شهدوها والأصوات التي سمعوها في الحرب. وقد تكون هذه الظروف النفسية الشديدة سببًا لانتحار بعض الجنود، ولذلك يجب على الجيش والمجتمع الاهتمام بصحة الجنود وتقديم العناية والدعم النفسي لهم لتجنب حالات الانتحار في المستقبل.