تعرض التقرير الأميركي الذي نشره موقع “كاونتر بانش” حالة فاصلة في تاريخ الأحزاب الدينية في إسرائيل، وذلك بفوز حزب شاس المتطرف في انتخابات عام 1999 بـ17 مقعدًا برلمانيًا. كانت الأحزاب الدينية الصهيونية تعاني من صعوبة في تحقيق نجاح كبير في الانتخابات، مما حرمها من المساهمة في صنع القرار السياسي في البلاد. على مر السنين، لم تتمكن هذه الأحزاب من توحيد صفوفها أو جذب التيار الرئيسي للمجتمع الإسرائيلي.
تمنح مذبحة مانهاتن ومجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل للكاتب مناسبة ليشير إلى الأعمال العنفية التي قام بها أتباع حزب كاخ بزعامة مائير كاهانا وباروخ غولدشتاين. كانت هذه الأحداث لحظة فاصلة في تاريخ الصهيونية الدينية، حيث انقلبت الأحداث على نحو غير متوقع، وزاد نفوذ الصهاينة المتطرفين داخل إسرائيل. أصبح غولدشتاين بطلًا ومزار شعبي، مما يوضح رابطهم الأيديولوجي مع مؤسس حزب كاخ.
يصف الكاتب سيرة الصعود لإيتمار بن غفير، الذي انتخب عضوًا في الكنيست الإسرائيلي عام 2021 وصار وزيرًا للأمن القومي في ديسمبر 2022. يشير الكاتب إلى تحول لافت في الدور الذي يلعبه المتدينون في إسرائيل، حيث استفاد تيار الصهيونية الدينية من تراجع اليسار وضعف اليمين التقليدي. بن غفير يسعى إلى تحقيق تحول جوهري في السياسة الإسرائيلية.
يوضح الكاتب أن المتدينين في إسرائيل يلعبون دورًا مهمًا يتجاوز الانتخابات والأحزاب، إذ يحاولون إعادة تعريف دولة إسرائيل وأيديولوجيتها. بن غفير يسعى إلى تغيير العلاقة بين السلطات القضائية والتنفيذية، بهدف السيطرة على الحكومة والجيش دون مساءلة. يرى الكاتب أن هذا الدور المتزايد للمتدينين في السياسة الإسرائيلية قد يشكل تحولًا جوهريًا في البلاد.