في زاوية مقهى في أحد الفنادق على الواجهة البحرية في العاصمة جيبوتي، جلس مسغانو القادم من إثيوبيا، يحدق في صفوف السفن المرسومة على الأفق، حيث يعمل في مجال تصدير القهوة الإثيوبية إلى أوروبا والشرق الأوسط. يعاني من تأخيرات في التسليم بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة وتصاعد التوتر في بحر الأحمر، مما يعرض عمله لخطر الفقدان للعملاء.
تزايد عدد السفن العالقة قبالة سواحل جيبوتي بسبب تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تنتظر عبورًا آمنًا عبر مضيق باب المندب. رغم أن الغالبية ليست متعلقة بإسرائيل، فإن خطر تعرضها لهجمات مسيرة أو إصابتها عن طريق الخطأ قائم بسبب التوتر الحاد في المنطقة. مسغانو يبحث عن طرق بديلة لشحن البضائع بسبب هذه الصعوبات وارتفاع تكلفة الشحن الجوي.
تقرير للبنك الدولي أشار إلى انخفاض حاد في حجم التجارة العالمية بالمنطقة بنسبة 42% بسبب التوترات في مضيق باب المندب، مما أدى إلى إجهاد في سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الشحن. العاملون في مجال الشحن بمنطقة البحر الأحمر يعانون من مشاكل لوجستية واقتصادية جراء هذا التوتر.
قوات خفر السواحل في جيبوتي تكثف دورياتها البحرية لضمان أمن المياه الإقليمية والدولية وحماية حدودها البحرية. تنفذ مناورات سنوية، منها مناورات “القرش الثور” التي تهدف إلى تعزيز قدراتها في مجال الأمن البحري وتشمل تدريبات جوية وتجارب للبحث والإنقاذ بالتعاون مع دول من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
قائد قوات خفر السواحل أكد على حياد بلاده وتعاونها في تأمين مياه الإقليم والدولية بمضيق باب المندب. جيبوتي تقدم المساعدة للسفن التي تعرضت لهجمات، وتعمل بالتعاون مع المجموعات الدولية لتأمين طرق الشحن. رحلتنا إلى مضيق باب المندب كشفت عن تراجع في عبور السفن بنسبة 59% في شهر أبريل مقارنة بالعام الماضي بسبب التوترات المتزايدة.
تعاني سفن الشحن التجارية من تأخيرات بسبب التوترات في المنطقة، خاصة الصينية التي تتمتع بحماية بموجب اتفاقية مع أنصار الله. يشهد المضيق قلة في عدد السفن العابرة عن طريقه مقارنة بالسابق، مما يؤثر على حركة التجارة العالمية. تقديرات البنك الدولي تشير إلى أن مواجهة التوترات الحالية تتطلب التعاون والبحث عن حلول لتأمين سلامة الشحن وحركة الملاحة في مضيق باب المندب.