حالة الطقس      أسواق عالمية

بدأت مسار التفاوض بين حكومة إسرائيل وحركة حماس بصعوبة وتعقيد بالغ، متأثرة بالضربات العسكرية التي تلقتها إسرائيل وردود فعلها، بالإضافة إلى الموقف الأميركي الحاد الذي منح إسرائيل الدعم الواسع سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا. بينما كانت أهداف الحرب المعلنة من إسرائيل تتضمن القضاء على حماس وإنهاء حكمها، تمكنت حماس من تحقيق نجاحات بإحتواء الجهود العسكرية الإسرائيلية والحفاظ على وضعيتها السياسية.

من جانبها، اعتمدت حركة حماس على استراتيجية تركز على وقف النزاع والحفاظ على وضعها السياسي، ومن ثم تمثيل الحركة ترسيخ أهدافها من خلال الوقوف ضد محاولات تصفية القضية الفلسطينية ومنع تنفيذ مخططات الهيمنة في القدس والضفة الغربية، مع التركيز على تبادل الأسرى. تصاعدت الضغوط على حكومة نتنياهو مع تقدم المفاوضات، وظهرت قوتها العسكرية والتفاوضية.

بمرور الوقت، تبين من الأحداث أن حكومة نتنياهو فشلت في تحقيق أهدافها في غزة، ولم تعد تكتسي بالتأثير السابق، في حين تصاعدت الضغوط عليها منذ بداية مسار التفاوض. بينما قدمت حركة حماس استراتيجيتها بشكل واضح وثابت، ما جعلها تنجح في الحفاظ على وضعيتها وإبراز موقعها ككيان تحرر وطني. تمثلت هذه الحقائق في عدم تحقيق إسرائيل أهدافها العسكرية وسياسية المعلنة.

تم عقد اجتماعات تفاوضية في باريس بين الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر، بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. أظهرت هذه الاتفاقية توجه حركة حماس نحو وقف النزاع وانهاء الحرب، بينما تسعى حكومة نتنياهو للضغط وتحقيق أهدافها المعلنة. تبين فشل الحكومة الإسرائيلية في بناء بنية لما بعد الحرب دعوة الجهات الدولية للاهتمام بالحالة الإنسانية في غزة وتأكيد على استمرار الجهود الدبلوماسية.

بالتالي، يبدو أن حكومة نتنياهو تفقد رهاناتها التفاوضية بمرور الوقت، في حين يستمر تأثير واستقرار حركة حماس وقدرتها على التفاوض وإدارة الأزمات بشكل فعّال. يتصاعد الضغط على الحكومة الإسرائيلية وتنكشف أوراقها التفاوضية، في حين تواصل حماس تحقيق نجاحات على الصعيدين العسكري والسياسي.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version