تثير تحذيرات جهات أمنية جدلًا في ألمانيا بشأن “خوف الألمان المسيحيين من انتشار الإسلام في المدارس”، مما دفع بالأحزاب ووسائل الإعلام لوضع الطلاب المسلمين في قفص الاتهام. تظهر دراسة أصدرها معهد البحوث الجنائية في ولاية سكسونيا السفلى نتائج تشير إلى أن 67.8% من الطلاب المسلمين يرون القرآن أهم من القوانين الألمانية، ما أثار القلق بين الناس.
مع وجود مؤشرات على التزام الأطفال المسلمين بالقوانين، يعتبر عماد مصطفى، باحث أكاديمي، أن الحديث عن تهديد الإسلام في ألمانيا غير مبرر، ويعكس تحيزًا وخوفًا لا أساس له. يشير إلى أن نسبة المسلمين في ألمانيا لا تتجاوز 6.7%، وأن الحديث عن خطورة الإسلام ينبغي تصحيحه وعدم تضخيمه.
يستغل بعض الأحزاب ووسائل الإعلام الألمانية هذا الجدل للتحريض ضد المسلمين، وخاصة حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، الذي يعد بـ”حرب” ضد ما يعتبره “تهديد الإسلاميين الأصوليين لألمانيا”. يطالب بتشديد القوانين ضد الإسلام السياسي ويهاجم الأنشطة الإسلامية في البلاد.
تنوه دراسات براءة تلاميذ المسلمين من الخوف المزعوم، ويؤكد رئيس اتحاد المدرسين الألمان على عدم وجود مشاكل كبيرة بين الطلاب المسلمين والمسيحيين داخل المدارس. يرى الباحث عماد مصطفى أن الإعلام الألماني ينتهج سياسة التحريض ضد الأقليات، ويستخدم الدراسات لنشر مخاوف لا أساس لها.
بالرغم من أن العديد من الألمان يشعرون بالقلق من انتشار الإسلام في المدارس، يجب أن يتم توجيه الحوار بشكل بناء وعدم التحريض ضد مجتمع معين. يجب على السلطات ووسائل الإعلام أن تتعامل بحذر مع تصريحات تثير العنصرية والتمييز، وأن تعمل على تعزيز التعايش والتسامح في المجتمع الألماني.