تشهد جامعة كولومبيا في نيويورك حاليًا اعتصامًا طلابيًا واحتجاجات متزايدة من أجل وقف إطلاق النار في غزة ووقف المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وسحب الاستثمارات من الشركات المستفيدة من الاحتلال الإسرائيلي. وقد قامت رئيسة الجامعة بالسماح للشرطة بإخلاء المخيم بالقوة، مما أدى إلى اعتقال نحو 100 طالب مناصر لفلسطين. وتأتي هذه الاحتجاجات ضمن سياق الصراع الدائر في فلسطين والتضامن الدولي مع الفلسطينيين.
وقد بدأت المظاهرات في جامعة كولومبيا في أكتوبر الماضي وتصاعدت في أبريل الحالي، حيث قررت رئيسة الجامعة السماح بدخول الشرطة لفض الاعتصام. بررت هذا الإجراء بأن المخيم يشكل خطرًا على أداء الجامعة، وهو ما أثار جدلا حول حرية التعبير وحق التظاهر في الجامعات الأمريكية.
وقد استنكرت بعض الشخصيات السياسية الأمريكية ما يجري في جامعة كولومبيا ووصفوه بأنه “معاداة للسامية”، مما أثار موجة اعتراض واسعة بين طلاب الجامعة والمتظاهرين المناصرين لفلسطين. ورغم محاولات بعض السياسيين تسميم الظاهرات بأنها “معادية للسامية”، إلا أن الطلاب المتظاهرون اليهود تصدوا لهذه التهمة وأكدوا تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
تشير التوقعات إلى أن هذه المظاهرات قد تؤثر على الانتخابات الأمريكية المقبلة، وأنها قد تضع الحزب الديمقراطي في وضع صعب بسبب موقفه المنحاز لإسرائيل. وبالرغم من صعوبة الوضع وتهديدات الشرطة، يستمر الطلاب في جامعة كولومبيا في الدفاع عن حقوقهم ومطالبهم من أجل وقف العدوان الإسرائيلي ودعم الشعب الفلسطيني.
تاريخيًا، لعبت جامعة كولومبيا دورًا مهمًا في الحركات الاحتجاجية في الولايات المتحدة، وكانت نقطة بداية للعديد من الحركات النضالية مثل الحقوق المدنية والاحتجاجات ضد الحروب. واليوم، تعيش الجامعة لحظات حرجة تجسد صراعًا كبيرًا بين الطلاب المناهضين للاحتلال الإسرائيلي وإدارة الجامعة التي تسعى لفض الاعتصامات بأية وسيلة ممكنة.