أكدت بعثة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائمة في الأمم المتحدة إجراء مفاوضات غير مباشرة بينها وبين الولايات المتحدة في سلطنة عمان، وذلك في تصريحات رسمية قام بها المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة. يُعتبر هذا النوع من المحادثات هو الأول من نوعه منذ فترة طويلة، حيث أشار المندوب الإيراني إلى أن هذه المفاوضات عملية مستمرة وليست الأولى ولن تكون الأخيرة. ومع ذلك، لقد ألقى تحطم طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه بظلاله على هذه الأنباء وأثر على المباحثات مع الولايات المتحدة.
رأى خبير الأمن الدولي دهقاندار أن وفاة الرئيس قد تؤثر زمنيا على المفاوضات الإيرانية الأميركية، وذلك نتيجة لتغير العقيدة النووية والأوضاع المضطربة في منطقة الشرق الأوسط التي تم مناقشتها في هذه المحادثات. وأشار دهقاندار إلى إشارة طهران الأخيرة بشأن إمكانية مراجعة العقيدة النووية في حال الهجوم على المنشآت النووية، مما وضع إيران في موقف يستخدم فيه “الردع النووي على الأرض”.
وأوضح دهقاندار أن إيران تمتلك المعرفة والتكنولوجيا اللازمة لصنع أسلحة نووية ولكن لبعض الأسباب لا تملك القرار السياسي لصنعها، مما يدفعها إلى الالتزام بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. واستبعد أن تقوم إيران بمقايضة ورقة “الردع النووي الكامن” مع الولايات المتحدة في هذه المفاوضات.
أشار دهقاندار إلى أن إيران تهتم بالنظام المتغير للنظام الدولي، ويعتبر أن إيران تحاول توظيف هجومها على إسرائيل في المجالين الدبلوماسي والاقتصادي لتحقيق اتفاق مع واشنطن. وأكد أن إيران تمتلك القدرة على التأثير على المعادلات الإقليمية من خلال التنسيق بين المجموعات المتحالفة معها في العديد من الدول العربية.
بالنسبة لمستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية، يتوقع أن تبدأ هذه المفاوضات التي تم الكشف عنها مؤخرا بعد زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، ومن المتوقع أن تكشف نتائج هذه المحادثات بعد أسبوعين في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبالرغم من أن المواضيع الإقليمية قد لا تكون الموضوع الرئيسي في هذه المفاوضات، إلا أن الأحداث الإقليمية مثل الحرب على غزة يمكن أن تؤثر على نهج هذه المفاوضات. وأشار الخبراء إلى أن وفاة الرئيس ووزير الخارجية الإيراني الحالي قد يؤثر على سير المفاوضات قليلا، إلا أنه لا يعتبر أن هناك تأثير كبير على المدى القصير.
