حالة الطقس      أسواق عالمية

في محاولة لفهم العلاقات بين فرنسا وتركيا، يجب النظر إلى ملف إبادة الأرمن والآشوريين الكلدانيين. فقد صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية على قرار يدعو الحكومة إلى الاعتراف بمذابح العثمانيين ضد الأقلية الآشورية، مما أدى إلى تصاعد التوتر مع تركيا. ورغم تأثير قوانين الإنكار السابقة على العلاقات بين البلدين، فإن السياسيين الفرنسيين مستمرون في تصعيد الصراع.

تعريف الآشوريين الكلدانيين كأقلية مسيحية يتحدثون اللغة الآرامية، وعادة ما يكونون مستهدفين في دول تركيا والعراق ولبنان وإيران. وقد قدمت الجمعية الوطنية الفرنسية مبادرات للاعتراف بإبادة الأقلية في عام 1915، مما أدى إلى تحفظات تركية حول تسييس المسألة التاريخية لأغراض سياسية.

تقدر صحيفة “لوفيغارو” عدد ضحايا الآشوريين بنحو 250 ألفا، مع وجود نقاشات حول تقديرات الأعداد الحقيقية. وعلى الرغم من تواجدهم في فرنسا منذ السبعينيات، إلا أن الآشوريين لم يحظوا بالاهتمام الدولي حتى مؤخرا، حيث بدأت الحكومة الفرنسية في الاعتراف بتاريخهم المأساوي.

باريس تعتبر الاعتراف بإبادة الآشوريين والأرمن مسألة أهم من الجانب التاريخي، وترى أنها تحمي حقوق الأقليات في فرنسا. وقد أعقب ذلك تبادل الاتهامات والتوتر بين فرنسا وتركيا، مما يعكس الخلاف الدائم بين البلدين وتقاطع المصالح السياسية.

ترفض تركيا تسييس التاريخ وتصر على عدم الاعتراف بإبادة الأرمن والآشوريين. ومع وجود تضارب في المواقف والمعايير بين فرنسا وتركيا، فإن الخلافات تتصاعد وتؤثر على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

رغم التحفظات والتوترات، فإن الأقليات المسيحية في الشرق تواصل مطالبتها بالاعتراف بإبادتها وحقوقها التاريخية. ومن المهم أن تعيد فرنسا النظر في مواقفها السياسية وتتبع معايير موحدة وشفافة في معالجة قضايا الإبادة وحقوق الإنسان.

هناك حاجة ملحة لحوار بناء بين فرنسا وتركيا لحل الخلافات وتجنب المزيد من التوتر. يجب على البلدين البحث عن حلول سلمية للنزاعات بدلاً من تصعيدها، والعمل معًا للوصول إلى تفاهم مشترك في معالجة قضايا الماضي والحاضر بشكل عادل وشفاف.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version