تم في تونس إقالة الرئيس قيس سعيد لوزيري الداخلية كمال الفقي ووزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي، مما أثار تأويلات متنوعة حيث يعتقد البعض أن هذه الإقالة تمثل خطوة استعدادا لحملته الانتخابية، بينما يرون آخرون أنها كانت بمثابة تضحية كبش فداء. وقام سعيد بإقالتهما بشكل غير عادي، حيث استقبلهما في القصر الرئاسي قبل إبلاغهما بإقالتهما.
أثارت إقالة الوزيرين سعيد كمال الفقي ومالك الزاهي صدمة وذهول لديهما، حيث كانوا يعملون على دفاع مستميت عن توجهات الرئيس. وبينما لم يتم الكشف بشكل رسمي عن أسباب هذه الإقالة، يعتقد البعض أنها قد تكون نتيجة لأحداث اقتحام دار المحامي من قبل الأمنيين والاحتجاج العنيف للشباب التونسي.
تم استقبال وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي قبل إقالته بأيام قليلة من قبل الرئيس سعيد، حيث قدم له مجموعة من المطالب لتحسين العمل وحل العديد من المشاكل القائمة. ويرى البعض أن سعيد استعرض وزيريه في إطار تكتيك انتخابي يهدف لتكليفهما بمهمة الإشراف على حملته الانتخابية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.
لم يعلن الرئيس قيس سعيد بعد عن ترشحه للانتخابات المقبلة، ولكنه أكد أنه سيواصل مشروعه الحالي. ويشهد النظام التونسي سلسلة من الإقالات المتكررة لوزراء ومسؤولين مختلفين، حيث بدأت هذه الدوامة في يناير 2023 واستمرت حتى أكتوبر 2023 حيث تم إقالة وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيد.
يعتقد البعض أن إقالة الوزيرين قد تكون جزء من تكتيك انتخابي يتعلق بالإشراف على حملة الرئيس سعيد الانتخابية. في حين أنه لم يحدد بعد موعد الانتخابات الرئاسية القادمة، إلا أن بعض التوقعات تشير إلى أن سعيد قد يكون قد ضحى بمساعديه في الوقت الحالي قبل إعادتهما إلى مناصب النفوذ بعد فوزه بولاية رئاسية جديدة.