يستمر الاحتجاج الطلابي الغاضب على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تزلزل علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل. بدأ الأميركيون بدعم إسرائيل خلال بداية العدوان، لكن تغيرت آراء الرأي العام خلال الأشهر الستة الماضية إلى تعارض الحرب والمطالبة بوقفها. تجسدت هذه التحولات في الاستطلاعات والتظاهرات والتحركات اللاحقة، بالإضافة إلى تهديدات من الرئيس جو بايدن بتغيير السياسة الأميركية تجاه إسرائيل إذا استمر التصعيد العسكري واستهداف المدنيين.
تميزت حركة الاحتجاج الطلابي بمشاركة جامعات نخبة مثل هارفارد وكولومبيا وييل ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، مما أضاف ديناميكية جديدة إلى الحراك. ومن الملاحظ أن عائلات أميركية كثيرة تمنح أهمية كبيرة لولوج أبنائها إلى جامعات النخبة، مما يجعل تعامل السلطات مع الطلاب المحتجين ضد سياسات الإدارة الأميركية يثير غضب الجماهير بشكل واسع.
دفع الحراك الطلابي لتأكيد صعود التيار التقدمي بالحزب الديمقراطي، خاصة مع دعم النائبة إلهان عمر وعدد آخر من أعضاء الكونغرس مثل رشيدة طليب وبيرني ساندرز وألكسندريا كورتيز. تعكس هذه المبادرات تغييراً في تأييد أعضاء الكونغرس لسياسات إسرائيل، ويعكس ذلك أيضاً رد فعل الناخبين ودعمهم للمرشحين المناهضين لإسرائيل.
يشير الباحثون إلى الاهتزاز في الروابط التاريخية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث كان الدعم الأميركي لليهود وإسرائيل موجوداً قبل تأسيس إسرائيل. على مدى ثلاثة أرباع القرن الماضي، رعت الولايات المتحدة إسرائيل بمساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة تبلغ 260 مليار دولار. ومع ذلك، تظهر الشواهد الأخيرة اهتزاز هذه الروابط بسبب التحركات الحالية.
يظهر الاحتجاج الطلابي والتعاطف الشديد مع فلسطين استياء الأجيال الشابة من العدوان الإسرائيلي، والتسلط والتجاوز لقواعد القانون الدولي. يشكل هذا التحول في الرأي العام الأميركي صدمة للأجيال السابقة التي تعتقد بحقيقة أخرى. يظهر أيضاً تحول في خطاب المجتمع الأميركي بعيداً عن تأييد إسرائيل إلى اتهامها بالأبارتهايد والإبادة الجماعية، ما يزعزع الثوابت في الدعم الأميركي لإسرائيل.
يثير التوجه الحالي في الجامعات الأميركية وتحولات الرأي العام الأميركي الضغوط على السياسة الأميركية تجاه إسرائيل. مشاركة الشباب الأميركي في الحراك ضد العدوان الإسرائيلي يعكس تحولاً في الرؤى والقيم، مما ينذر بتغييرات في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل في المستقبل.
