للمرة الأولى منذ عام 2005، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية في الجانب الشرقي من محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر. تمكنت قوات اللواء 401 من السيطرة على معبر رفح من جهة غزة، وشنت وحدات خاصة هجوما على المنطقة الشرقية لرفح، مما أدى إلى إخلاء السكان قسرا والقيام بعمليات تمشيط للمنطقة بعد السيطرة عليها.
توغلت آليات إسرائيلية داخل معبر رفح بعد تصاعد الصراع في المنطقة، مما أدى إلى توقف حركة السفر والإدخالات الإنسانية عبر المعبر. انتشرت مقاطع فيديو وصور تظهر وجود دبابة إسرائيلية داخل المعبر ورفع العلم الإسرائيلي فوقه. هذا يعتبر انتهاكا لاتفاقيات سابقة تم توقيعها بين الجانبين.
من جانبها، أعربت مصر عن إدانتها للعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح وسيطرتها على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي. دعت مصر إسرائيل إلى ضبط النفس والابتعاد عن السياسات التي تهدد الجهود الدبلوماسية لتحقيق هدنة دائمة في غزة. كما طالبت بالتدخل الدولي لحل الأزمة الحالية.
يقع محور فيلادلفيا على حدود غزة ومصر، ويشمل منطقة عازلة بموجب اتفاقات سابقة بين الجانبين. كانت المنطقة تخضع لسيطرة إسرائيلية قبل انسحابها من غزة في عام 2005. وقد تباينت الآراء بين إسرائيل ومصر بشأن السيطرة على المحور.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب بشكل متكرر عن رغبة إسرائيل في السيطرة على محور فيلادلفيا، بينما أعرب الجانب المصري عن رفضه لذلك. مصر أكدت سيطرتها على الحدود مع غزة ورفضت أي تحرك إسرائيلي نحو المحور. في ظل هذا الصراع، تحذر الأمم المتحدة ودول أخرى من تداعيات خطيرة قد تحدث في حالة اجتياح المحور.
تاريخيا، حفر الفلسطينيون مئات الأنفاق أسفل محور فيلادلفيا لتسهيل عمليات التهريب. مع فرض الحصار على غزة وسيطرة حماس عليها، توقفت هذه العمليات، لكن دخول البضائع من مصر إلى غزة بدأ بعد ذلك. يبقى الصراع حول المحور وصلاحيته إحدى التحديات الرئيسية في المنطقة.