يبحث الموفد الفرنسي جان إيف لودريان عن سبل الخروج من الحلقة المفرغة التي تعاني منها لبنان بسبب عدم انتخاب رئيس للبلاد منذ أكثر من عام ونصف. وقد التقى لودريان في زيارته التي استمرت يومين مع رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي وعدد من القوى السياسية الأخرى في البلاد. يسعى لودريان إلى تشجيع المشاورات الداخلية بين الأطراف المختلفة للتوصل إلى اتفاق يسهل عملية انتخاب رئيس للبلاد.
تواجه المساعي الدولية الرامية للمساهمة في حل الأزمة اللبنانية بواقعية حائط مسدود، حيث يزيد تأجيل انتخاب رئيس جديد منذ عام 2022 من تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد منذ عام 2019. ودعت الدول الخمس التي تتابع الملف اللبناني، بما في ذلك السعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وقطر، إلى إجراء مشاورات محدودة ومؤقتة بين الفرقاء السياسيين في البلاد بهدف إنهاء الجمود السياسي الحالي.
يهدف البيان المشترك الذي صدر عن الدول الخمس إلى تحديد مرشح متفق عليه على نطاق واسع لمنصب الرئيس أو قائمة قصيرة من المرشحين المحتملين. ومن المتوقع أن ينتقل النواب إلى جلسة انتخابية في البرلمان بعد الانتهاء من المشاورات، حيث سيتم إجراء جلسات متعددة لاختيار رئيس جديد للبلاد.
تواجه لبنان أزمة سياسية واقتصادية خانقة منذ أكثر من عامين، وتزداد تعقيدًا مع عدم تمكن القوى السياسية من تجاوز الخلافات وانتخاب رئيس جديد. تعكس زيارة لودريان وجهود الدول الخمس الرغبة في مساعدة لبنان على الخروج من هذه الأزمة الحادة وتوجيه البلاد نحو الاستقرار والاستعادة السياسية والاقتصادية.
من المهم للدول الداعمة متابعة التطورات في لبنان وتقديم الدعم والمساعدة اللازمة للتوصل إلى حل سلمي ومستدام للأزمة الحالية. يجب على الفرقاء السياسيين في لبنان التعاون معًا وتجاوز الانقسامات والتشددات من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار للبلاد والشعب اللبناني الذي يعاني من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. يأمل الشعب اللبناني في أن تكون زيارة لودريان وجهود الدول الخمس بمثابة بادرة إيجابية نحو حل الأزمة.
