زيارة الدولة للرئيس الصيني شي جينبينغ إلى صربيا تأتي بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين للقصف الذي تعرضت له السفارة الصينية من قبل حلف شمال الأطلسي في عام 1999. تم رفع الأعلام الصينية والصربية في كل أنحاء بلغراد يوم الثلاثاء بمناسبة وصول الرئيس الصيني. وتتزامن زيارة شي لصربيا بعد توقف في باريس مع الذكرى الخامسة والعشرين للقصف الذي تعرضت له سفارة الصين في بلغراد، والتي تعرضت لها طائرة قوات الجو الأمريكية خلال حملة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو. يعتبر القصف خطأ قد اعترفت واشنطن به، لكنه يظل نقطة حساسة في العلاقات الصينية الأمريكية.
ومع ذلك، الزيارة ليست مجرد ذكرى تاريخية. في السنوات الأخيرة، استثمرت بكين بشكل كبير في صربيا؛ رأس المال الصيني يمتلك مصانع ومناجم، ويبني طرقًا، ويمول بناء خط سكك حديدية بين بلغراد وبودابست. وقريبًا ستحل محلها قاطرات صينية بدلاً من القطارات القديمة التي تعمل حاليًا هناك. مع استمرار الاستثمار في صربيا، يتهم العديد الصين بالتسبب في التلوث والتدهور البيئي.
زيارة شي التالية هي المجر، التي طورت حكومتها علاقات وثيقة مع بكين وموسكو، حيث سيلتقي من 8 إلى 10 مايو. تعتبر المجر أول دولة في الاتحاد الأوروبي تنضم إلى برنامج الحزام والطريق الصيني وتُنظر إليها من قبل العديد في أوروبا والصين على حد سواء كبوابة بكين إلى القارة الأوروبية. بينما تدعو بروكسل إلى اتخاذ تدابير حمائية للحد من طموحات الصين الاقتصادية في أوروبا. وقد فتحت المفوضية الأوروبية تحقيقات في الدعم المالي الصيني للسيارات الكهربائية والألواح الشمسية، متهمة إياهم بتحريف المنافسة. تحملهم.
غير ذلك، مصنع للإطارات صيني يواجه اتهامات بالاتجار بالبشر واستغلال العمال الفيتناميين والهنديين. يقول تاماس ماتورا، الخبير ومؤسس مركز الدراسات الآسيوية لوسط وشرق أوروبا، “على الصينيين الآن أن ينقلوا جزءًا على الأقل من مصنع الإنتاج من الصين إلى أوروبا ليظلوا وينتجوا داخل حدود الاتحاد الأوروبي”، “ربما بسبب الزيادة المستمرة في التحميل التجاري في أوروبا”.
إن الزيارة تستمر في تحريك التوتر بين الاتحاد الأوروبي والصين في ظل انفتاح بكين المتزايد على أوروبا. يحذر علماء الاقتصاد الصربيون من الآثار البيئية السلبية للاستثمار الصيني في البلاد، مشيرين إلى أن الاقتصاد يأخذ مركزًا متقدمًا على البيئة. ويتعين على الحكومة الصربية اتخاذ إجراءات لحماية البيئة والعمال من الاستغلال. ولا يزال يصعب التأكد من اتخاذ هذه الإجراءات نظرًا للعلاقات الاقتصادية الوثيقة بين البلدين.
وفي النهاية، يبقى الصراع بين المصالح الاقتصادية والبيئية في صربيا والمجر قضية حيوية تتطلب التوازن الصحيح بينهما لضمان استمرار الازدهار الاقتصادي والحفاظ على البيئة في نفس الوقت. يعكس الحال الخلاف المستمر بين الحكومات الأوروبية والصينية بشأن التجارة والاستثمار، ويجدد الحديث عن ضرورة تحقيق النمو الاقتصادي بأثر بيئي إيجابي لتحقيق التنمية المستدامة في البلدين وعلى مستوى العالم بشكل عام.