Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

تكمن أزمة توقيف قطار العبور بين أفغانستان وتركيا عبر إيران في السباق الاقتصادي بين الدول الإقليمية لتعزيز قدراتها على تطوير طرق العبور والربط بين بلاد الشرق والغرب. فقد تفاجأ الرأي العام الإيراني بتوقيف أول قطار للعبور بين أفغانستان وتركيا، ما أثار ردود فعل متباينة في وسائل الإعلام الإيرانية. وعلى الرغم من النفي الأولي من قبل سكك الحديد الإيرانية، تبين لاحقا أن القطار المحمل بالحجر الصغير تم احتجازه بسبب عدم اتباع الإجراءات اللازمة للحصول على التراخيص اللازمة.

وعلى الرغم من تأكيد مصلحة السكك الحديد الإيرانية على عدم دخول أي قطار من أفغانستان إلى إيران، فقد أكد جواد طاهر أفشار، نائب دائرة النقل في اتحاد تطوير السكك الحديدية، أن دخول القطار إلى الأراضي الإيرانية تم بأوامر من نائب وزير النقل والطرق والتنمية الحضرية. وأظهر انزعاجه من موظفي السكك الحديدية الذين فصلوا القاطرة واقتادوها إلى مكان آخر، مما أثار جدلًا حول سبب توقيف القطار.

من ناحية أخرى، يتوقع حسين سلاح ورزي، الرئيس السابق لغرفة إيران للتجارة والصناعة، أن يؤدي توقيف قطار العبور إلى تقويض مكانة إيران وتراجع قدرتها على المنافسة في الممرات الدولية. كما يرى أن توسيع شبكة الممرات الدولية كان من الممكن أن يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، ولكن بعض الأخطاء قد تكون أدت إلى تدهور الوضع. ويحذر من تضارب الأنباء والروايات حول توقيف القطار، معتبرًا أن ذلك قد يؤدي إلى تصاعد الضغط الإعلامي والحرب النفسية ضد طهران.

من جهته، يرى علي محمدي، الباحث الاقتصادي، أن توقيف القطار لا يتجاوز إجراءات التأمين الضرورية، متهمًا بعض الجهات الأجنبية بمحاولة ترويع إيران من خلال تبني سياسة التخويف. ويحذر من تأثير هذا الأمر على مواقع إيران في العبور الدولي، ويشير إلى أهمية مواصلة العمليات السلسلة لتحقيق استمرارية العبور. ويستنتج أن توقيف القطار يندرج في سياق المنافسة الاقتصادية بين الدول الإقليمية لتعزيز مكانتها في العبور الدولي.

مع واقع قطاع العبور من خلال السكك الحديدية في إيران يتبين أن الكثير من الزبائن قد تخلوا عن استخدام شبكة الممرات الإيرانية ولجأوا إلى طرق بديلة، مما يهدد بحذف إيران من العبور العالمي. وتظهر الأرقام أن حجم البضائع المنقولة عبر السكك الحديدية الإيرانية لم يكن يتناسب مع موقع البلاد الجغرافي المميز، مما يشير إلى ضعف الأداء في هذا القطاع. وفي هذا السياق، يعتبر محمدي أن إيران وكابل نجحتا في تجاوز القضايا التقنية وأن القطار سيستأنف سيره في الأيام المقبلة.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.