أعلنت كوريا الشمالية عن نجاح أحدث اختبار لصاروخ بالستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب والذي أطلقت عليه اسم “هواسونغ-19″، واعتبرت أن هذا الاختبار كان ناجحاً وكاملاً. وقد أشرف الزعيم كيم جونغ أون شخصياً على هذا الاختبار الذي أعلنت الوكالة الرسمية للأنباء الكورية الشمالية أنه يعود لأقوى صاروخ استراتيجي في العالم. كما أعرب كيم عن رضاه الكبير عن الإطلاق الناجح وأكدت الوكالة أن هذا الصاروخ أصبح الآن نظام أسلحة مكتملاً.
وأظهر الاختبار الأخير تقدم كبير في تطوير كوريا الشمالية لصواريخ تحمل أسلحة نووية، وأكدت الوكالة الرسمية أن هذا التطوير يعد أمراً “لا رجعة عنه على الإطلاق”. وأوضحت الوكالة أن هذا الإطلاق يأتي في إطار استمرار كوريا الشمالية في تعزيز قوتها النووية وأنها “لن تغيّر أبداً خطها في تعزيز تلك القوة النووية”. وقد تركزت جهود كيم جونغ أون على تطوير الصواريخ التي يصعب اكتشافها وتدميرها.
من جانب آخر، دعت كوريا الشمالية إلى سحب قواتها من روسيا بعد انتقادات دولية بشأن نشرها لقوات في هذه المنطقة. ونفت كوريا الشمالية هذه الخطوة، إلا أن الوزير الأميركي أوستن والوزير الكوري الجنوبي كيم يونغ هيون أكدا وصول ما يصل إلى 8000 جندي كوري شمالي إلى منطقة كورسك الروسية واستعدادهم للقتال ضد القوات الأوكرانية. وقد زودت كوريا الشمالية موسكو بأكثر من ألف صاروخ، مما يشير إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
وأثار اختبار الصاروخ البالستي العابر للقارات الذي أجرته كوريا الشمالية تحذيرات دولية وانتقادات شديدة بسبب تطويرها لصواريخ تحمل أسلحة نووية. ورأى خبراء أن الهدف من هذا الاختبار قد يكون لتحويل الانتباه عن الانتقادات الدولية الموجهة لنشر القوات الكورية الشمالية في منطقة الحرب الروسية الأوكرانية. ومن المهم الإشارة إلى أن الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب تعتبر من أهداف كيم العسكرية الرئيسية منذ فترة طويلة.
وفي هذا السياق، يعتبر تعزيز التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ منعطفاً كبيراً، خاصة بعد مشاركة القوات الكورية الشمالية في القتال في منطقة الحرب الروسية الأوكرانية. ويرى وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم يونغ هيون أن هذه التعاون يشكل تحدياً جديداً وينبغي مراقبته عن كثب. وتعكس هذه المستجدات استراتيجية كوريا الشمالية في تعزيز تأثيرها العسكري والدفاعي على الساحة الدولية.