يقدم الكاتب والصحفي الأميركي هاري زينر القراء نقدًا شديد اللهجة لسياسة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، معتبرا أن الأفعال التي تقوم بها تعتبر جرائم تتسق مع قيم الحرب الجماعية. يشير زينر إلى أن وسائل الإعلام والسياسيين الأميركيين يروجون لصورة إيجابية عن هذه الحرب، لكنه يعتبر أن سياسة نتنياهو وحلفاؤه عبثت بالقيم الإسرائيلية وجعلتها تختلف عن المسار الصحيح.
ويشير زينر إلى تصريحات من قادة بارزين في السياسة الأميركية، مثل تشاك شومر وبيرني ساندرز، الذين انتقدوا بشدة سياسة نتنياهو ووصفوها بأنها تتحول إلى دولة أصولية دينية. يؤكد الكاتب أن الروايات التي تم ترويجها لتبرير الحرب الفلسطينية لا تعكس الحقيقة، معتبرا أن سياسة إسرائيل تتجاوز الأخطاء إلى جرائم متعمدة تنتهك القيم الإنسانية.
ويركز زينر على أن العمليات التي تقوم بها إسرائيل، مثل قتل عمال الإغاثة واستهداف الأطباء والصحفيين، تعبر عن استهتار بالقوانين الدولية واحترام الحقوق الإنسانية. يعتبر الكاتب أن الولايات المتحدة تواجه صعوبات في تبرير دعمها لإسرائيل وتقديمها كقائدة للنظام العالمي.
وينتقد زينر بشدة النفاق الأميركي في التعامل مع القضايا الدولية، معتبرا أن الحروب التي شنتها الولايات المتحدة في فيتنام والعراق كانت أخطاء مبررة بسبب سوء التقدير والتفاهم، دون أن تكون إدانة للإمبراطورية الأميركية. ويعتبر الكاتب أن التبريرات الكاذبة تساهم في تجاهل القيم الإنسانية والأخلاقية في السياسة العالمية.
ويختم زينر مقاله بتأكيد على أن سياسة إسرائيل في غزة تعكس قيمًا تتعارض تمامًا مع القيم الإنسانية، مشددًا على أن الترويج للحرب الجماعية والتضحية بالأبرياء يكشف عن النفاق والانحراف عن المبادئ الأساسية للأخلاق والقانون. يدعو الكاتب القراء إلى عدم الوقوع في فخ التبريرات الكاذبة والتصدي للسياسات الظالمة التي تتعارض مع القيم الإنسانية.