في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في منطقة غرب إفريقيا، تبنت مجموعة دول غرب إفريقيا (إيكواس) مبادرة طموحة لإنشاء قوة مكافحة “الإرهاب” الإقليمية. تهدف هذه المبادرة إلى توحيد الجهود وتعزيز القدرات الإقليمية في مواجهة تهديدات الإرهاب. وتأتي هذه المبادرة في ظل الحاجة الملحة لاستعادة الأمن ومنع تفشي الإرهاب في المنطقة.
وتم اعتماد هذا المشروع في قمة رؤساء الدول والحكومات في إيكواس التي عُقدت في النيجيرية في ديسمبر 2022. ومن المؤمل أن يدعم هذا المشروع العمليات العسكرية ضد الإرهاب في منطقة غرب أفريقيا ويعزز قدرات إيكواس في مكافحة التطرف العنيف ودعم السلام.
ووفقاً لتقرير إيكواس لعام 2023، منطقة غرب أفريقيا تعاني من تزايد نشاطات الإرهاب مع تسجيل العديد من الهجمات الإرهابية وضحاياها. تلك الهجمات تسببت في أزمات إنسانية واسعة النطاق، بما في ذلك نزوح العديد من الأشخاص وإغلاق المدارس، مما أدى إلى تفاقم معاناة المنطقة.
وبالرغم من الجهود الدولية المستمرة، فإن الاستراتيجيات السابقة لم تكن فعالة في القضاء على الإرهاب بشكل شامل. تواجه المنطقة تحديات عديدة في تنفيذ المبادرات الإقليمية لمكافحة الإرهاب، بسبب العديد من الفجوات الاستراتيجية والتحديات في تأمين التمويل.
وتتضمن مبادرة إيكواس لمكافحة الإرهاب تشكيل هيكل قيادة متكامل وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز الدعم المتبادل بين الدول المشاركة. وتهدف هذه المبادرة إلى تنفيذ عمليات فعالة لاستعادة القواعد من يد الإرهابيين وتأمين المناطق الحدودية.
وتقوم مبادرة إيكواس الجديدة على عدة معايير لقياس فعاليتها ونجاحها في مكافحة الإرهاب، مثل انخفاض معدلات الهجمات الإرهابية وتحسن الاستقرار في المناطق الخطرة، وتأثيرها الإيجابي على الظروف المعيشية والاقتصادية في المنطقة. ومن المهم أيضا أن تحظى القوة المشتركة بدعم كبير من المجتمعات المحلية والحكومات الوطنية لتحقيق أهدافها.
