شهد العالم على مدار 200 يوم مظاهرات واحتجاجات تندي بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع المحاصر. خلال هذه الفترة، سجل الحراك الشعبي آلاف المظاهرات عبر العالم، بينها 15 ألف مظاهرة تضامنية في 18 دولة أوروبية. وقد ذكرت البيانات الفلسطينية والأممية أن الحرب الإسرائيلية على غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى مجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين.
وأدى هذا الوضع المأساوي في غزة إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى أمام المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”. وتعد هذه الخطوة هامة في محاولة تحقيق العدالة للضحايا وتحميل المسؤولية للجهات المسؤولة عن جرائم الحرب. لقد كانت المظاهرات والاحتجاجات التي شهدها العالم خلال الـ200 يوم الماضية تعبيرًا عن غضب الشعوب العالمية تجاه الظلم والقتل الذي يتعرض له الأبرياء في غزة.
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتدهور الوضع الإنساني في القطاع المحاصر، كانت المطالبات بوقف العنف وإرسال المساعدات تتزايد يومًا بعد يوم. فقد شهدت العديد من العواصم والمدن حول العالم مظاهرات حاشدة تنديداً بالعدوان الإسرائيلي وتضامناً مع أهالي غزة. كما تمت مناقشة القضية في العديد من المنتديات الدولية والمؤتمرات، وتم إصدار بيانات رسمية تدين الانتهاكات الإسرائيلية في غزة وتدعو إلى وقف العدوان الذي يستمر منذ أشهر.
بالنظر إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان غزة، يبدو أنه من الضروري اتخاذ إجراءات فورية لحماية الحياة الإنسانية في القطاع المحاصر. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل لوقف العدوان وتقديم المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين في ظل الحصار القاسي الذي يفرض عليهم. يجب كذلك تحقيق العدالة للضحايا وتقديم المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب إلى العدالة.
في ختام الفترة الزمنية الممتدة على مدار 200 يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة، يجب أن نواصل الضغط الدولي والشعوبي لوقف العنف وتحقيق العدالة. ينبغي على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات عاجلة لحماية حقوق الإنسان والحياة في غزة وضمان تقديم المساعدات اللازمة للسكان المحاصرين. علينا أن نظل متضامنين مع الشعب الفلسطيني ونعمل جميعًا من أجل تحقيق السلام والعدالة في المنطقة.
