خلال النكبة التي وقعت في عام 1948، اضطر ما لا يقل عن 100 ألف مواطن فلسطيني إلى مغادرة 38 قرية وخربة في محافظة القدس بفعل العصابات الصهيونية. وقد تحول هؤلاء النازحون إلى لاجئين في بلدان أخرى، ويظلون حتى يومنا هذا يعيشون في الظروف الصعبة. وتوضح خريطة تقدمها الجزيرة نت أبرز هذه القرى وعدد سكانها في وقت النكبة، استنادا إلى توثيق مركز العودة الفلسطيني.
من بين القرى التي أجبر أهلها على مغادرتها خلال النكبة، يأتي قرية المري، التي كان عدد سكانها يقارب 1500 شخص. وتقع هذه القرية غربي مدينة القدس، وكانت تعتبر موقعًا هامًا بالنسبة لسكانها الذين كانوا يعملون في الزراعة والحرف اليدوية. وبالرغم من محاولات النازحين للعودة إلى قريتهم، إلا أنهم واجهوا صعوبات كبيرة جراء الاحتلال الإسرائيلي.
ومن بين القرى الأخرى التي شهدت نفس المصير قرية الكسيسة، التي كان عدد سكانها يبلغ 8700 شخص. كانت الكسيسة تعتبر واحدة من أكبر القرى في المنطقة، وكانت معروفة بتاريخها العريق وتراثها الثقافي. وعانى سكان الكسيسة من المعاناة الكبيرة جراء النكبة وفقدانهم لحياتهم الطبيعية وممتلكاتهم.
وتعد قرية الكبابة أخرى من القرى التي اضطر سكانها للنزوح خلال النكبة، حيث كان عدد سكانها يقدر بحوالي 9000 شخص. كان سكان الكبابة يعيشون من الزراعة وتربية المواشي، وكانوا يحتفظون بتقاليدهم وثقافتهم بكل فخر. إلا أنهم واجهوا مصيرًا مماثلًا لسكان القرى الأخرى في المنطقة بسبب النكبة.
ومن الواضح أن النكبة قد تسببت في دمار كبير ومأساة للشعب الفلسطيني، حيث فقد الكثيرون منهم ممتلكاتهم وبيوتهم وحقوقهم. ومع مرور الزمن، يبقى الشعب الفلسطيني يحمل الذكرى المؤلمة لهذه الحادثة التي غيرت مسار حياتهم تمامًا. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهونها يوميًا، إلا أنهم يظلون وفيين لأرضهم وهويتهم التي تمثل كل شيء بالنسبة لهم.
باختصار، تعتبر النكبة التي حدثت في عام 1948 واحدة من أكبر الكوارث التي حلت بالشعب الفلسطيني، حيث تم اضطهاد وتهجير الآلاف منهم من قراهم ومدنهم. ورغم مرور الزمن، يظل الشعب الفلسطيني يطالب بحقوقه المسلوبة ويواصل النضال من أجل إعادة العدالة والحق إلى أرضهم المحتلة. ومن خلال توثيق هذه القرى والخرب التي تم هجرها، يتم إحياء ذكرى هذه الحادثة الأليمة والحفاظ على تاريخ الشعب الفلسطيني العظيم.













