Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي، تم التأكيد على أن ألمانيا واجهت تحديا كبيرا في محاولتها للتوازن بين دعمها لإسرائيل وعلاقاتها مع الدول العربية. تقدمت ألمانيا بصورة كبيرة في مجال القوة الناعمة، ولكن دعمها لإسرائيل في حروبها ضد الفلسطينيين أثر سلبا على صورتها في المنطقة. تساءلت المجلة عن كيفية التعامل مع هذه الأزمة وما إذا كانت العلاقات السياسية والاقتصادية ستتأثر.
تناول الكاتب تصريحات سفير ألمانيا في تونس التي وصف فيها الإسرائيليين بأنهم ضحايا “الإرهاب الفلسطيني”، مما أثار جدلا واسعا. تبين أن عملية التوازن التي كانت تحاول ألمانيا تحقيقها بين إسرائيل والدول العربية تعثرت بعد دعمها الصريح للهجمات الإسرائيلية على غزة. كما تم التأكيد على استمرار تأكيد برلين على ولائها لإسرائيل حتى بعد ارتكاب إسرائيل لانتهاكات حقوق الإنسان في غزة.
في ظل هذه التطورات، بدأ الرأي العام العربي في التغيير تجاه السياسة الخارجية الألمانية، حيث انقلبت الانطباعات من إيجابية إلى سلبية بسبب تصرفات ألمانيا المتواطئة في حرب غزة. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت حالات من التضامن مع الفلسطينيين واستنكار للتصرفات الألمانية المحايدة، مما أدى إلى جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وإلغاء بعض الفعاليات الثقافية.
تسلط المجلة الضوء على الآثار السلبية لمواقف ألمانيا المتشددة تجاه القضية الفلسطينية على علاقاتها مع الدول العربية، حيث يخشى بعض العاملين في مؤسسات ألمانية في الشرق الأوسط من أن تؤثر هذه المواقف على عملهم وثقتهم مع الشركاء المحليين. تبين أن تحيز ألمانيا لإسرائيل في النزاع الفلسطيني قد أثار غضبا داخل المنظمات التي تعمل معها.
ومن الجدير بالذكر أن تحيز ألمانيا لإسرائيل ليس جديدا، حيث بدأت هذه العلاقة بالتقرب بعد فشل عملية أوسلو في القرن الحادي والعشرين. برلين أصبحت في هذا الوقت تربط سياستها الخارجية بقضايا داخلية مثل معاداة السامية، مما أثار تساؤلات حول قدرتها على تحقيق التوازن بين دعمها لإسرائيل وعلاقاتها مع الدول العربية. تبين أن مواقف ألمانيا المتصلبة تجاه القضية الفلسطينية أثرت سلبا على سمعتها في المنطقة.
وفي ظل التوترات الدائرة، تتساءل المجلة عما إذا كانت العلاقات السياسية والاقتصادية بين ألمانيا والدول العربية ستتأثر بشكل ملحوظ بسبب المواقف الجديدة التي تتخذها ألمانيا تجاه القضية الفلسطينية. تشير المقالة إلى أن هذا الصراع بين الوفاء لإسرائيل والعلاقات مع الدول العربية قد يؤثر بشكل كبير على مكانة ألمانيا في المنطقة وعلى سياساتها الخارجية القادمة.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.