ومن هنا يتبين لنا أن القرارات السياسية والعسكرية التي اتخذها الصدر الأعظم قره مصطفى باشا في حصار فيينا كانت أحد أسباب الهزيمة، إلى جانب خيانة خان تتار القرم مراد كيراي. وبناءً على هذه الأحداث، تغير واقع الدولة العثمانية بشكل جذري، حيث انتهت حقبة حكمها الذهبي وبدأت فترة من التراجع والفقدان للنفوذ.
يعكس هذا الفشل في الفتوحات العسكرية العثمانية، خاصة في معركة فينا، تحولا هاما وبداية تراجع الدولة العثمانية الذي سيستمر لقرون متتالية. وبهذه الطريقة، يظهر الأثر السلبي لهذه الهزيمة على قوة الدولة العثمانية وتأثيرها على تاريخ الشرق والغرب.
ومن هذا الإطار، يتضح أن هزيمة فيينا لم تكن نتيجة لخيانة واحدة أو غلطة واحدة، بل كانت سلسلة من القرارات السيئة والتحالفات الخاطئة التي اتخذتها الدولة العثمانية. وعليه، فإن هذه الأحداث تعكس لنا صورة واقعية لتحولات القوى العظمى في التاريخ الإسلامي والعالمي.
وفي نهاية الأمر، يظهر لنا أن هزيمة فيينا وتأثيرها العميق على الدولة العثمانية كانت لها تأثيرات سلبية طويلة الأمد على تاريخ الشرق والغرب. ويجب أن نستلهم من هذه الأحداث دروسًا تاريخية قيمة لنحفظ الذاكرة ونتعلم من الأخطاء التي جرى فيها تفشيها. وعلينا أن نتذكر دائمًا أهمية الحكمة والتحليل الدقيق في اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مستقبل الدول والشعوب.