حالة الطقس      أسواق عالمية

افتتحت صحيفة الجارديان البريطانية يوم الأربعاء بالحديث عن حاجة المحكمة الجنائية الدولية إلى الدعم بعد انتقادات تلقتها من الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى بسبب طلبها لمذكرات اعتقال ضد قادة إسرائيليين. وذكرت الصحيفة أن المحكمة تأسست قبل أكثر من عقدين من الزمن بسبب الإبادة الجماعية في رواندا ويوغسلافيا، ورغم تصديق أكثر من 120 دولة على معاهدتها التأسيسية، إلا أن الدول الكبرى مثل روسيا والصين والهند رفضت الانضمام إليها، مما أثر سلبا على مكانتها العالمية وأسفر عن تركيز اهتمامها على القضايا الأفريقية والبلطجية بحسب تعبير أحد المسؤولين. وأشارت الصحيفة إلى مذكرة التوقيف الصادرة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة ارتكاب جريمة حرب من خلال تهجير مئات الأطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا.

في اطار تطورات تلك القضايا، أعلن المدعي العام كريم خان يوم الاثنين أنه يسعى للحصول على مذكرات اعتقال ضد كبار مسؤولي حماس وبعض المسؤولين الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب التي وقعت في غزة. وفي حال موافقة القضاة عليها، فإن هذه المذكرات ستكون الأولى التي تصدر ضد قادة دولة حليفة للغرب، وهو ما يعتبر تطورا حاسما تحظى به المحكمة الدولية. ورغم عدم انضمام إسرائيل لهذه المحكمة، إلا أن دولة فلسطين المعترف بها فيها وقعت على معاهدتها التأسيسية، مما يمنح المحكمة الولاية القضائية على مواطني الدول الأعضاء والجرائم المرتكبة على أراضيها.

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى ردود الفعل الداعمة من قبل دول مثل فرنسا وأستراليا وغيرها التي أعربت عن دعمها لاستقلالية المحكمة وأكدت أهميتها في تحقيق العدالة الدولية. ولكن لفتت الانتباه إلى تناقض ردة فعل الولايات المتحدة التي هنأت المحكمة على قرارها ضد بوتين، في حين انتقدت المذكرات الصادرة ضد حليف لها، مما أثار انتقادات واسعة واعتبره تقويضا للمعايير الدولية.

في ختام النقاش، يظهر أن المحكمة الجنائية الدولية تواجه تحديات كبيرة في مواجهة المعارضة من القوى العالمية الكبرى وتأكيد دورها العالمي في تحقيق العدالة في النزاعات الدولية ومحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. يجب على الدول الأعضاء دعم المحكمة والالتزام بمعاهدتها التأسيسية لتمكينها من أداء الدور المنوط بها في إرساء السلم والعدالة الدولية. ومن المهم أيضا تجنب التناقض في السياسات الخارجية ودعم أي جهود لتعزيز دور المحكمة وتقديم العدالة لجميع ضحايا الجرائم البشعة التي ترتكب في جميع أنحاء العالم.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version