في تقرير كتبه باولو ماستروليلي ونُشرت في صحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية ، تم التأكيد على وجود مخاوف من اختراق عسكري روسي لتونس. وأضاف المقال أن هذا الاختراق يأتي في سياق التحركات الجيوسياسية لروسيا في ليبيا والجزائر ومنطقة الساحل، وهو جزء من استراتيجية لزيادة النفوذ في المنطقة. كانت هناك ملاحظات عن طائرات تهبط في مطار جربة في تونس، لكن لم يتم تحديد نشاطاتها بعد.
وقد أشار المؤلف إلى أن وجود روسيا في ليبيا وتحالفها مع الجزائر وتواجدها في النيجر وتشاد يجعل النشاط الروسي في تونس جزءاً مهماً من توسيع نفوذهم في المنطقة. يُعتبر هذا الواقع تحدياً مباشراً لإيطاليا، حيث تشترك تونس في السواحل مع إيطاليا وتعد بوابة لوصول المهاجرين غير الشرعيين إلى السواحل الإيطالية. من ثم، قد قامت رئيسة الوزراء الإيطالية بزيارات مكثفة لتونس وتوقيع اتفاقيات مع الرئيس التونسي للحد من هذه الظاهرة.
تم طلب بيان من وزارة الخارجية الأمريكية حول موقفها من رحلات الطيران الروسية إلى تونس، حيث أفادت الخارجية الأمريكية بأنها تشعر بالقلق بشأن الأنشطة التي تقوم بها مجموعة فاغنر بدعم من روسيا في القارة الأفريقية، والتي تؤدي إلى تصاعد الصراعات وزيادة الهجرة غير الشرعية. يُعاد تشديده على مخاوف جديدة من استمرار الأنشطة الروسية بعد وفاة مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين.
وفقًا للتقرير، يعتبر هذا “الاختراق الروسي” تحديًا سياسيا داخليًا لإيطاليا قبل الانتخابات الأوروبية، حيث كانت رئيسة الوزراء على وجه الخصوص في تأييد لأوكرانيا بينما كان حليفها مفتوحًا لروسيا. يجدر بالذكر أن كلا الطرفين يتبنيان مواقف صارمة تجاه الهجرة، ولكن قد يزداد تعقيد الوضع إذا استمرت المشكلات بين الكرملين وإيطاليا في زيادة تدفق المهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا.
