قدس المحتلة – بعد احتلال غربي القدس عام 1948، اتصل السجن السيء الصيت، المعروف باسم مركز التحقيق “المسكوبية”، بأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، حيث أصبح هذا الاسم كابوسا لا يُحبه أي فلسطيني أن يخوضه. بعد معركة طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي، اعتقل أكثر من 1900 شخص في القدس، مما جعل الكثيرين يتجنبون البوح بتجاربهم داخل المسكوبية خوفًا من إعادة الاعتقال.
من بين المعتقلين كان الشاب القدسي (ع.ز) الذي نقل إلى المسكوبية بعد اعتقاله في نوفمبر الماضي. خلال فترة التحقيق، كانوا يحتجزون في سجن المسكوبية، حيث تعرضوا لأساليب تعذيب مروعة، بما في ذلك الضرب الوحشي بدون سبب، والإذلال من خلال إجبارهم على القيام بأفعال لا تليق بالإنسانية.
بعد تجربته الرهيبة في المسكوبية، تذكر الشاب (ع.ز) كيف كانوا يمنعون من أداء الصلوات بشكل جماعي أو جهري، وكان عليهم أن يصلوا خفية وحدهم. كما تعرضوا لنقص في كميات الطعام وسوء نوعيته، مما جعلهم يعانون من جوع شديد وضعف في القوة.
بالإضافة إلى الصعوبات الجسدية، تعرض المعتقلون في المسكوبية لإهانات شديدة، بما في ذلك الضرب المبرح والإذلال النفسي. ورغم أن النيابة لم تتمكن من إثبات الاتهامات التي وجهت لهم، لكن لازالوا يواجهون معاملة قاسية وظلم غير مبرر.
بعد 1949، تحول مبنى المسكوبية إلى مركز للاحتجاز، بعدما كانت بريطانيا تستخدمه كمكاتب إدارية. ومنذ ذلك الحين، تم تحويل العديد من الغرف إلى أماكن للتحقيق والسجن، حيث يتعرض الأسرى الفلسطينيون لظروف قاسية وتعذيب مبرح.
بالرغم من تحويله إلى سجن، يظل مبنى المسكوبية ذو تاريخ عريق وأهمية تاريخية كبيرة. في القرن الثامن عشر، تحول من نزل للحجاج الروس إلى مركز للتحقيق والتعذيب، مما يجسد تحولات سياسية وثقافية تاريخية مهمة في مدينة القدس.