حالة الطقس      أسواق عالمية

أظهرت دراسة جديدة من جامعة الأميركية في بيروت ارتفاعًا كبيرًا في نسبة التلوث الهوائي في العاصمة اللبنانية. يُعزى هذا الارتفاع إلى الاعتماد المتزايد على مولدات الديزل خلال السنوات الخمس الماضية، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في مخاطر الإصابة بالسرطان لدى السكان. وأظهرت الدراسة تضاعف هذه المخاطر بشكل كبير، حيث ارتفعت الإصابات بالسرطان بنسبة تصل إلى 30% في منطقة بيروت وحدها، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذا التحدي الصحي.

وفي الدراسة التي قامت بها عالمة الكيمياء الغلاف الجوي نجاة صليبا من الجامعة الأميركية، تبين أن تلوث الهواء بسبب المولدات الكهربائية تزايد بشكل كبير في بيروت من 23% إلى ما بين 46% و50% بين عامي 2017 و2023. وتركزت الدراسة على المواد المسرطنة التي تتواجد في الهواء بفعل تشغيل هذه المولدات لأكثر من 20 ساعة يوميًا، وقد أظهرت الدراسة زيادة كبيرة في تركيز هذه المواد مقارنة بالأعوام السابقة.

ناقشت الدراسة الأثر الصحي لتلوث الهواء بالمواد المسرطنة والتأثير على الأمراض التنفسية والسرطان. وأكدت صليبا على أهمية اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذا التحدي وحماية صحة المووطنين. وأشارت إلى أن الحكومة اللبنانية قد وافقت على تعميم يفرض على أصحاب المولدات تركيب فلاتر لتصفية الجزيئات الضارة التي يتنفسها السكان.

من الناحية الطبية، أشار الدكتور هامبيك كورية أخصائي الأورام وأمراض الدم إلى أن دخان المولدات يعتبر من الغازات السامة التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض السرطان، وخاصة سرطان الرئة. وأكد على أهمية اتخاذ إجراءات فعالة للحد من التلوث وتأمين الطاقة من مصادر نظيفة بدلاً من الاعتماد على المحركات والمولدات.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد خليل أن مخاطر دخان المولدات تؤثر مباشرة على صحة الإنسان، خاصة على الجهاز التنفسي، ويحتوي على مواد مسرطنة ترتبط بعدة أنواع من السرطانات. ودعا إلى ضرورة حل مشكلة التلوث الناتج عن المولدات والمصانع وتأمين الطاقة النظيفة.

تعتبر التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في لبنان مجموعة متشابكة من الصعوبات. وتشمل تلك التحديات جوانب تقنية وسياسية ومالية معقدة، حيث تؤثر تلك التعقيدات على صحة المواطنين. يُظهر تأثير عمل المولدات والتلوث الناتج عنها على البيئة والصحة العامة أهمية تحقيق التوازن بين تأمين الطاقة وحماية الصحة العامة.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version