كانت عودة آمنة حمد وعائلتها إلى بيت حانون في شمال قطاع غزة مجازفة غير مأمونة بالنسبة لهم، حيث تعرضوا للقصف المستمر من قبل الطائرات والمدافع الإسرائيلية، وعاشوا في مراكز إيواء ومدارس بسبب تدمير منازلهم. رغم قساوة الحياة والفقر المدقع، إلا أنهم رفضوا الرحيل وقرروا المكوث في مدينتهم، مؤكدين أنهم سيموتون هنا ولن يرحلوا.
انسحبت قوات الاحتلال من شمال قطاع غزة في فبراير الماضي، مما دفع العديد من النازحين إلى العودة إلى مراكز الإيواء ومنازلهم المدمرة عقب الحرب. ورغم تعرضهم للاعتقالات والتهديدات المستمرة من قبل قوات الاحتلال، إلا أنهم يرفضون ترك منازلهم ويتحدون مخططات الاحتلال لتفريغ المدينة من سكانها وتحويلها إلى منطقة عازلة.
القصف المستمر الذي تشنه إسرائيل على منطقة النصيرات وشمال قطاع غزة يهدف إلى تحقيق أبعاد عسكرية وعقابية، حيث تدمر العديد من المنازل والأبراج مما يجعل الأسر عديمة المأوى. وبناءً على تقديرات الخبراء، يسعى الاحتلال إلى تأمين محوره في المنطقة ومنع المقاومة من تصديه، بالإضافة إلى إنشاء طرق تجعل من الصعب على المواطنين التنقل بين القطاع الشمالي والجنوبي.
تعيش العائلات في بيت حانون والنصيرات في حالة من الخوف والقلق المستمرين، حيث يتعرضون لهجمات مستمرة قد تؤدي إلى تشريد وتشريع العديد من الأسر، بينما يواصلون تحمل معاناة الحياة الصعبة في مراكز الإيواء والأماكن المدمرة. ومع ذلك، يظلون عنيدين في البقاء ومواجهة تحديات الحياة رغم قساوتها.