أظهرت دراسة أجراها المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة، أن الأشخاص الذين يتعرضون للتمييز العنصري في ألمانيا يواجهون خطرًا متزايدًا للفقر. وبيّنت الدراسة أن هذا المخاطر يمكن أن يحدوث حتى للأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من التعليم ويعملون في القوى العاملة. و اتضح أن الأشخاص العاملين بدوام كامل هم أقل عرضة للعيش تحت خط الفقر، لكن مازالت هناك فجوات واضحة بين الأشخاص الذين تميزوا عنصريًا والذين لم يتعرضوا للتمييز. حيث كانت احتمالية الوقوع في الفقر أعلى بكثير بالنسبة للرجال المسلمين.
وجد الباحثون أيضًا أن اللاجئين والمهاجرين الجدد في ألمانيا يواجهون صعوبة أكبر في الحصول على فرص عمل ذات جودة، مما يزيد من احتمالية الوقوع في حالة الفقر. وانتقدت الدراسة الوضع القائم ودعت إلى زيادة الجهود من أجل محاربة التمييز العنصري وتحسين الفرص الاقتصادية للأقليات في ألمانيا. كما أشارت الدراسة إلى أهمية توفير برامج دعم متنوعة لتعزيز الاندماج وضمان المساواة في الوصول إلى الفرص الاقتصادية.
أظهرت النتائج أيضًا أن تأثير التمييز العنصري يمكن أن يكون مدمرًا على الأفراد على مدى فترة طويلة، مما يؤثر على فرصهم في الحصول على فرص عمل وبناء مستقبل مستقر. وأكدت الدراسة على ضرورة التصدي لهذا الظاهرة وتعزيز الوعي بأضرارها على المجتمع الألماني ككل. ودعت إلى اتخاذ إجراءات فورية للحد من التمييز العنصري وتعزيز الاندماج والتسامح بين جميع أفراد المجتمع.
عملت الدراسة على إبراز أهمية توفير فرص عمل عادلة ومتساوية لجميع الأشخاص دون تمييز عنصري. وأشارت إلى ضرورة تبني سياسات وبرامج تعزز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي للأقليات والمهاجرين في ألمانيا، من أجل خلق بيئة ملائمة للجميع لتطوير وتحقيق طموحاتهم المهنية. وأوصت بتعزيز التواصل بين الحكومة والمجتمع المدني والجهات الخاصة لتحقيق تقدم أكبر في مجال مكافحة التمييز العنصري وتعزيز المساواة الفرص الاقتصادية.
في الختام، تشير الدراسة إلى أن المجتمع الألماني يحتاج إلى تحسين مستوى التوعية والتسامح والتفهم المتبادل بين جميع أفراده، للتغلب على تحديات التمييز العنصري وبناء مجتمع أكثر تعدد ومساواة. وتحث على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لضمان حقوق الأقليات وحمايتهم من التمييز في جميع المجالات وتعزيز التضامن والاحترام المتبادل بين جميع أفراد المجتمع الألماني.