التحضير للانتخابات في جنوب أفريقيا يتسم بحملات انتخابية مكثفة ومنافسة شديدة بين الأحزاب المختلفة. تتخلل الشوارع في العاصمة بريتوريا صور كبيرة للرئيس سيريل رامافوزا وحملات دعائية لأحزاب معارضة. زعماء الأحزاب يتجولون في المقاطعات للترويج لبرامجهم الانتخابية، مع اقتراب موعد الاقتراع في 29 مايو.
الانتخابات تأتي في سياق نظام انتخابي جديد يسمح لمرشحين مستقلين بالمشاركة في الانتخابات. ويعتبر الانتخابات مناسبة حاسمة في تاريخ البلاد بعد مرور 30 عاما على الديمقراطية، حيث يتنافس الأحزاب على 400 مقعد في البرلمان الوطني والمقاطعات.
تتجه الانتخابات نحو انخفاض تأييد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، مما يفتح الباب أمام احتمالية تشكيل ائتلاف حاكم لأول مرة على المستوى الوطني. الأحزاب المعارضة تكتسب شعبية، ويحذر الحزب الحاكم من عدم الحصول على أغلبية مطلقة في البرلمان.
تعكس خريطة الأحزاب في جنوب أفريقيا تنوعا كبيرا، مع تمثل لأحزاب بجذورها الأوروبية وأخرى تتبنى أيديولوجية شيوعية. ويشهد الساحة السياسية ازديادا في توجهات الرأي العام نحو عدم ثقتهم في الأحزاب، مما يعكس نضوجا سياسيا في المجتمع.
اتهامات بالتزوير تطال حزب “رمح الأمة” المدعوم من الرئيس السابق جاكوب زوما، ما يثير الشكوك حول نزاهة الانتخابات. الحزب قد يصبح غريما لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ويعزز مبادرات تحالفية معه أو مع أحزاب معارضة أخرى.
التحالفات السياسية تلعب دورا مهما في مشهد الانتخابات المرتقبة، مع تحفظ أحزاب معارضة على التحالف مع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وتشير التوقعات إلى أن الفوز في الانتخابات قد يتوقف على تحالفات الأحزاب وقدرتها على تحقيق التوافق في الحكم.