تشهد المنطقة الوسطى من قطاع غزة تطورات ميدانية متسارعة، حيث يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي التوغل مجددا بعد فشله السابق في العبور إلى وادي غزة باتجاه مدينة النصيرات. ويعتقد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي أن جيش الاحتلال يحاول العودة إلى المناطق التي فشل في السيطرة عليها سابقا، نظرا لعدم نجاحه في القضاء على فصائل المقاومة في القطاع. وبسبب عدم نجاح العمليات العسكرية الإسرائيلية في تدمير القدرات العسكرية والبنى التحتية للمقاومة الفلسطينية في الفترة السابقة، يقوم الجيش بعمليات في مختلف المناطق في القطاع، ويواجه مقاومة شرسة.
ووفقا لتقرير “نيويورك تايمز” يتواجد من 3 إلى 5 آلاف مقاتل فلسطيني في المنطقة الشمالية من القطاع، مما يعكس سرعة في إعادة تأهيل فصائل المقاومة. ويذكر الخبير العسكري أن الإسرائيليين يدركون أن جزءا من عملياتهم العسكرية تهدف إلى منع تجديد كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس. كما يرى الخبراء أن الحرب تقود بشكل سياسي، حيث تهدف لأهداف سياسية أكثر من عسكرية، مع تأكيد عدم إمكانية القضاء على المقاومة من خلال العمل العسكري فقط.
يتواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقاومة شرسة في مناطق مختلفة من غزة، من بيت لاهيا وبيت حانون إلى الزهراء والمغراقة. وتشير التقارير إلى أن هناك تحركات سريعة تجري من قبل فصائل المقاومة في القطاع، مما يظهر استعدادهم للتصدي لأي تحركات تهدف إلى اقتحام المنطقة الوسطى من القطاع. ويشير الخبراء إلى أن الهدف الرئيسي لجيش الاحتلال هو منع تعافي وتقوية قدرات المقاومة، من خلال شن عمليات واسعة النطاق في المنطقة.
ويعتبر الخبراء أن مدى نجاح الحرب في غزة مرتبط بقدرتها على تحقيق أهداف سياسية، وليس فقط عسكرية. وينظر إلى استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة كمرهون بنجاح هذه الحرب، وبالتالي تكون غايات الحرب أكثر تعقيدا وتنوعا. وفي هذا السياق يرى الخبراء أن الوصول إلى حل سياسي للأزمة في غزة يعد الخيار الأنسب لإنهاء دائرة العنف والصراع المستمر في المنطقة.
بشكل عام، تمثل المناوشات والصراعات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة في قطاع غزة جزءا من سياسة الصراع الدائم بين الطرفين، حيث تستمر الحروب والاشتباكات بشكل دوري دون حلول سلمية تنهي الصراع. ورغم تحذيرات الخبراء من عدم قدرة العمليات العسكرية على القضاء على المقاومة، فإن الاحتلال الإسرائيلي يظل مصرا على مواصلة عملياته العسكرية في محاولة لضمان أمنه وسيطرته على المنطقة.
