تشير البيانات الإحصائية إلى ارتفاع نسبة المسلمين في فرنسا، مما يثير قلقًا بين الدوائر السياسية والحكومية. وتشكل الأقلية المسلمة أكبر أقلية دينية في البلاد، بنسبة تقدر بنحو 10% من مجموع السكان. يظهر تنامي تأثير الإسلام في المجتمع الفرنسي، حيث يميل 58% من المسلمين إلى ممارسة شعائر دينهم، مقارنة بنسبة 15% للكاثوليك و 31% للمسيحيين الآخرين.
تعزى زيادة انتشار الإسلام في فرنسا إلى التدفقات المهاجرة منذ منتصف القرن العشرين، حيث وصل ملايين الأشخاص إلى البلاد للعمل في مشاريع إعادة البناء والنمو الاقتصادي. وتتوقع تقديرات أن تصل نسبة المسلمين في فرنسا إلى 12.7% بحلول عام 2050 إذا توقفت هجرة جديدة، و18% في حال استمرارها، مما يبرز دور الهجرة في تشكيل التوزيع الديمغرافي للديانات في البلاد.
تلاحظ زيادة في استخدام الأسماء العربية الإسلامية لدى المواليد الجدد في فرنسا، مع الحفاظ على الانتماء الديني بنسبة ترتفع حتى 91% بين الجيل الناشئ داخل عائلة مسلمة. كما ارتفعت نسبة النساء المسلمات المرتديات للحجاب خلال السنوات الأخيرة، مما يعكس تأثير الدين في الحياة اليومية للمسلمين في فرنسا.
تعاني المؤسسات العمومية والخاصة في فرنسا من تزايد الإشكاليات الدينية في محيط العمل، مما يضع نموذج الحداثة الفرنسي الذي ينص على فصل الدين عن الدولة تحت ضغط. وبالرغم من الجهود التي بذلتها الحكومة في تشجيع الالتزام بقيم الجمهورية، إلا أن بعض القوانين الجديدة أثارت انتقادات حقوقية بسبب اعتبارها تدابير تحجيم حرية المسلمين وتقويض قيم الحرية والتعددية الثقافية.
تثير قوانين فرنسا الجديدة التي تهدف لتعزيز احترام القيم الجمهورية جدلا واسعا، حيث تسبب في توترات ثقافية ودينية في المجتمع، وتستهدف خصوصًا الأقليات المسلمة. ورغم أن هذه القوانين تهدف لحماية القيم الجمهورية، إلا أنها تواجه انتقادات بسبب اعتبارها تدابير تمييزية وقمعية. تثير هذه التطورات تساؤلات حول مدى توافقها مع قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في فرنسا.