تعتبر مباني الشقق السكنية الثلاث التي تبرز في تلة مدينة تبليسي عاصمة جورجيا، بمثابة تذكير ملموس لماضي جورجيا السوفييتي. وتم افتتاح هذه المباني المملوكة للدولة والجسر المعدني المرتبط بها في عام 1978، وتم توزيع شقق هذه المباني، البالغ تعدادها 14 شقة على العمال والموظفين كجزء من جهود الاتحاد السوفييتي في حينه لتوسيع الإسكان المدني في أراضيه. وفي شقة مكونة من غرفة واحدة خلف المصعد، تواصل العجوز مازيا سابانادزي العمل في مهنة يبدو أنها انقرضت، حيث تقوم يدوياً بتشغيل أحد المصاعد في واحدة من المباني، مقابل المال. وهي جندية سابقة حاربت في حرب الانفصاليين الأبخاز إلى جانب حكومة جورجيا، وتدعم معاشها التقاعدي البالغ 300 لاري. وكانت تشغل المصعد هي وزوجها حتى توفي زوجها قبل سبع سنوات.
وبعد وفاته حل رجل آخر مكان مناوباته حتى توفي هو الآخر عام 2020. ومنذ ذلك الوقت أصبحت سابانادزي تعمل وحيدة، إضافة إلى قطتيها نيا وميا، وتعيش في شقة مؤلفة من غرفة واحدة، وهي شبه متهالكة، ولكنها مزخرفة بصورة للزعيم السوفييتي السابق جوزيف ستالين. ويتمثل دورها في هذا العمل في المراقبة المستمرة لكاميرات المراقبة الموجودة في المصاعد، وجهاز الإرسال الصوتي. ولديها ميكروفون في غرفتها يتيح لها التحدث مباشرة إلى مقصورة المصعد. وتقول «أنا دائماً أحيي الجميع، واحترم الجميع».
وخلال فترة الليل، تترك جهاز الإرسال اللاسلكي في حالة العمل، وتذهب إلى النوم. وفي حالات نادرة عندما يحتاج أحد الأشخاص المصعد خلال الليل، تستيقظ على صوت إلقاء قطعة النقود في الصندوق، فتضغط على الزر كي تشغل المصعد. تعتبر مباني الشقق السكنية في تبليسي معلمًا تاريخيًا يذكر بالفترة السوفييتية في جورجيا. وتعكس العمل الذي تؤديه السيدة مازيا سابانادزي حبها لخدمة المجتمع والاحترام الذي تمتلكه تجاه كل من يختبر المصعد، سواء كانوا سكان محليين أو سياح.
هذه القصة تسلط الضوء على العمل الشاق والتضحيات التي قد يقدمه البعض من أجل كسب لقمة العيش، حتى في مهن بسيطة مثل تشغيل المصاعد. وتجسد مازيا سابانادزي طابع الصمود والإصرار على العمل وتقديم الخدمة، حتى في سن الشيخوخة. دورها كمسؤولة عن تشغيل المصعد يعكس قصة حياة شخصية عاشت فترات عصيبة وما زالت تعمل بجد واجتهاد لتوفير معيشة لها ولقطتيها.















