سوق الاثنين الشعبي في النبطية هو سوق يعود تاريخه لأكثر من 4 قرون، يقع وسط مدينة النبطية على بعد حوالي 60 كيلومترا من الحدود الفلسطينية، ويشكل مظهراً من صمود أبناء الجنوب. يضم السوق حوالي 150 بسطة متنوعة تعرض العديد من المنتجات والسلع مثل الأدوات المنزلية والملابس والأحذية والفواكه والخضروات والأعشاب والحبوب والبقوليات والمستحضرات التجميلية.
يعبر السوق عن صمود وتحدي أبناء الجنوب رغم العدوان الإسرائيلي على القرى الحدودية، حيث استمر في التشغيل رغم استمرار القصف والغارات. يتميز السوق بتوفير متطلبات الحياة اليومية للمواطنين وتوفير فرص لتحقيق دخل يساعدهم في مواجهة التحديات الاقتصادية التي يواجهونها.
رغم أن السوق عانى من تراجع في حركته بسبب فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية، وتأثير الأحداث الجارية على الحدود اللبنانية على حركة البيع، إلا أنه لا يزال يعمل بشكل مستمر وصامد. ورغم تحديات الحياة اليومية التي يواجهها الباعة والزبائن، فإنهم ملتزمون بمواصلة عملهم والصمود داخل السوق.
يعبر السوق عن ذاكرة المدينة ويشكل بوابة مفتوحة على التاريخ وتغير الأجيال، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة أبناء النبطية عبر العصور. ورغم التغيرات التي شهدها السوق على مدى السنوات السابقة، فإنه يظل رمزاً للوطن والإرث الذي يتوارثه الأجيال ويحافظ عليهم على صمودهم واستمراريتهم.
السوق يعكس تحديات الحياة اليومية التي يواجهها العاملون فيه، حيث يتحدث الباعة عن تغيرات في حركة البيع والزبائن وتراجع في الإقبال على المشتريات. لكنهم ما زالوا يعملون على توفير الخدمات والسلع للمواطنين والزبائن والحفاظ على تراثهم وتاريخهم من خلال استمرارية السوق ونشاطه.
السوق يعبر عن قوة وصمود أبناء الجنوب رغم التحديات التي يواجهونها، ويمثل نموذجاً للصمود الاقتصادي والاجتماعي في وجه الصعوبات والعقبات. يعد السوق مكاناً للتجارة والتبادل الثقافي والتواصل بين الأجيال، ويعكس قيم الصمود والاتحاد والتعاون بين أفراد المجتمع المحلي.