يعبر الكاتب البريطاني سيمون هيفر عن قلقه من انحدار مشاعر الفخر لدى البريطانيين حيث يشير إلى تقلص الفخر بكونهم بريطانيين بنسبة كبيرة خلال السنوات الأخيرة. ويستشهد بنتائج استطلاع للرأي الذي أظهر أن 64% فقط من المستجيبين يشعرون بالفخر بتاريخهم بينما كانت نسبة الفخر تصل إلى 86% قبل عقد من الزمان.
ويرجع هيفر هذا التدهور إلى وعي المجتمع البريطاني بتاريخ العبودية الذي عاشوا فيه، مشيرًا إلى أن هناك استيقاظ في الوعي بتلك الفترة الصعبة والمظلمة التي مرت بها بريطانيا. ويستشهد بتصريحات الخبير في الإحصاءات السير جون كورتيس الذي أكد على أهمية تذكير الناس بالتاريخ الصعب لبلادهم.
ويعرب الكاتب عن حزنه لانتشار رسائل سلبية تروج لفكرة بأن تاريخ بريطانيا مليء بالسلبية والعنصرية، مؤكدًا أن هذه الأفكار السلبية لا تعكس الحقيقة التاريخية لبلاد العظمة. ويشير إلى أنه من المؤسف أن بعض الجامعات ووسائل الإعلام تروج لهذه الرسائل بدافع سياسي، دون مراعاة الحقائق التاريخية الصحيحة.
ويعبر هيفر عن قلقه من عدم استعداد بريطانيا لمواجهة التحديات المستقبلية، مشيرًا إلى أنه من غير المرجح أن يعود الشباب اليوم للقتال من أجل بلدهم بسبب تدهور مشاعر الفخر والانتماء. ويستبعد هيفر أن تعود بريطانيا لطلب المساعدة من شبابها للدفاع عن البلاد مرة أخرى في ظل التحديات العالمية الكبيرة التي تواجه العالم اليوم.
بناءً على ذلك، يشير هيفر إلى أهمية تعزيز الوعي بالتاريخ الإيجابي لبريطانيا وتحفيز الشباب على الانخراط بفعالية في المجتمع والتاريخ الوطني، وتعزيز روح الفخر والانتماء. ويدعو إلى محاربة الرسائل السلبية والمغلوطة التي تروج لأفكار سلبية حول تاريخ بريطانيا واستبدالها برؤى إيجابية تعزز الروح الوطنية والوحدة.
وفي الختام، يجدد هيفر دعوته للمجتمع البريطاني بضرورة رفع رؤوسهم عاليا والاعتزاز بتاريخهم العريق والإسهام في بناء مستقبل أفضل للبلاد. ويشدد على أهمية التواصل والتفاهم بين أفراد المجتمع المختلفين للحفاظ على وحدة الوطن وتعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل.