خلال ما يقرب من 7 أشهر من الحرب، قام الجيش الإسرائيلي بتشكيل قطاع غزة وتدمير المباني على طول الحدود، مما أدى إلى إنشاء ممر عسكري يعزل مدينة غزة. وافتتحت صحيفة لوموند تحقيقًا صحفيًا مدعومًا بالرسوم البيانية، حيث أشارت إلى هجمات الجيش الإسرائيلي من القواعد الأمامية على المدنيين في المنطقة الأمنية المتاخمة لحدود إسرائيل، ودمار الأراضي الزراعية ونزوح السكان.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل قد تقدم هياكل مؤقتة على أنها دائمة، وتهدف إلى جعل غزة منطقة عازلة خالية من السكان، أو إعادة احتلالها. ويطالب اليمين الإسرائيلي بترك الحرية للجيش للقيام بغارات منتظمة على حركة حماس والكتائب المسلحة الأخرى في غزة لسنوات بعد الحرب.
وأشارت الصحيفة أيضًا إلى دمار المباني على شريط الأرض الذي يبلغ عرضه كيلومترًا واحدًا على طول حدود غزة، وتقسيم المدينة بواسطة الطريق العسكري نتساريم، الذي يعزل غزة عن بقية القطاع. وتستمر إسرائيل في بناء قواعد ونقاط تفتيش تمهيدًا لمعاقبة غزة ومنع عودة السكان وتأمين تفريغ المساعدات الإنسانية.
وتناولت الصحيفة الفرنسية القضية الإنسانية في غزة، حيث تضم الشريط الرملي النازحين واللاجئين المهددين بالمجاعة، وتعرضت المنطقة الساحلية للتحول من سلة غذاء إلى أراض قاحلة. ويشير الجيش الإسرائيلي إلى ضرورة استعادة السيطرة على ممر فيلادلفيا للمحافظة على الأمن، بينما تظهر الصور الأقمار الصناعية تعزيز الهياكل العسكرية في المنطقة.
وتنوعت المشاكل في غزة ما بين نزوح ومجاعة وتهريب الأسلحة عبر الأنفاق، في حين يتساءل السكان عن مستقبل مدينتهم المدمرة وعن إمكانية عودتهم. وتبقى الحكومة الإسرائيلية تعمل على تشكيل كيان مدني محلي في غزة، برغم المعارضة العربية لهذه الخطة التي تهدف لإستقرار المنطقة والتأمين على المدى الطويل.