بعد ست سنوات من إحداث أسوأ أزمة سياسية في إسبانيا منذ عقود، يواجه أحزاب الانفصال في كتالونيا خطر فقدان سيطرتهم على السلطة في الإقليم الشمالي الشرقي بعدما حقق حزب الاشتراكيين الموالي للوحدة نتائج تاريخية في الانتخابات التي جرت يوم الأحد.
حزب الاشتراكيين الموالي للوحدة قادر الآن على تشكيل حكومة في كتالونيا بالتعاون مع حزب “كومومية بوديموس” الشمالي المدافع عن حقوق الإقليم وحزب “يريفيا” الليبرالي بعد أن حصلوا معاً على أكثرية المقاعد في البرلمان الإقليمي. يعتبر هذا تحولا كبيرا في المشهد السياسي في كتالونيا وينذر بفقدان الأحزاب الانفصالية لسيطرتها على السلطة.
كان الاستقلال الكتالوني قد شكل موجة كبيرة من الاضطراب السياسي في إسبانيا عام 2017 عندما عقدت الإقليم استفتاء غير قانوني على الانفصال. وأعلنت الحكومة الإسبانية آنذاك حالة الطوارئ وأوقفت بعض الزعماء الانفصاليين، لكن القضية ما زالت تشكل عقبة كبيرة أمام الاستقرار السياسي في البلاد.
بعد الظروف السياسية العصيبة التي عاشتها كتالونيا، يعتبر فوز حزب الاشتراكيين الموالي للوحدة بالأغلبية في الانتخابات الأخيرة إشارة إلى أن الكثير من السكان قد تخلوا عن دعمهم للحزب الانفصالي وبدأوا يتجهون نحو الحزب المدافع عن الوحدة الوطنية والاستقرار.
رغم فوز الأحزاب المؤيدة للاتحاد بالأغلبية في الانتخابات، يبقى الوضع في كتالونيا معقدا ومحفوفا بالمخاطر، حيث لا يمكن تجاوز الصراع الدائر حول مسألة الاستقلال بسهولة. يضع هذا الوضع التحالف الجديد في مواجهة تحدي كبير في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في الإقليم.
إذا استطاعت الأحزاب التي يقودها الاشتراكيون المتمسكون بالوحدة الوطنية تشكيل حكومة في كتالونيا، فإن مهمتهم الأولى ستكون استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي في الإقليم والعمل على تهدئة الانقسامات القائمة بين السكان حول مسألة الاستقلال.














