اختتمت أعمال المؤتمر الثامن لـ “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” في بروكسل برفض أوروبا تسهيل عودة أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري إلى بلادهم. واستنكرت الأطراف السياسية اللبنانية هذا الموقف، مع تأكيد الموقف اللبناني من إجراءات إعادة اللاجئين السوريين. لبنان يستضيف أعلى نسبة لجوء عالميا ويواجه تحديات كبيرة في هذا الصدد.
تقدم مؤتمر بروكسل بمساعدات تصل قيمتها إلى 2.2 مليار دولار للاجئين السوريين لعامي 2024 و2025، بينما سيحصل لبنان على مساعدة أوروبية بقيمة مليار يورو حتى عام 2027. هذا القرار أحدث سجالات سياسية بين مؤيدين ومعارضين له، حيث وصفه البعض بأنه “رشوة”، نظرا للظروف التي أحاطت به والجدل الذي أثير حوله.
أعقبت جلسة حكومية عقدها رئيس الحكومة اللبنانية تصريف الأعمال لبحث موقف لبنان في بروكسل والخطوات التي ستتخذها الحكومة. تم تشكيل لجنة وزارية للتواصل مع الحكومة السورية، مع اتهام وزير الخارجية اللبناني المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتسويف والمماطلة في تقديم معلومات اللاجئين السوريين لدولة لبنان. لبنان يسعى لتنفيذ رؤيته في هذا الصدد، مع تحديد عدة نقاط تتعلق بالحدود والرعاية والتعويض وإعادة توزيع اللاجئين.
تعتبر القوى السياسية اللبنانية نتائج مؤتمر بروكسل تهديدًا للسيادة الوطنية، وتؤكد على ضرورة إعادة اللاجئين إلى بلدهم. يتزايد الضغط على الحكومة السورية وحزب الله بسبب وجود النازحين السوريين في لبنان، وتستمر المفاوضات مع دول أوروبية لتعديل الموقف الأوروبي تجاه قضية اللاجئين في لبنان.
تعبر منظمات حقوقية عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة وتحذر من تبعات خطيرة على الشعبين اللبناني والسوري. تتزايد التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان، في ظل تأزم الوضع السياسي في سوريا. يبقى الحل السياسي المستدام هو المفتاح لعودة اللاجئين إلى سوريا، بينما تستمر الجهود الدولية لإيجاد حل لأزمة النازحين في لبنان.
