وفي ظل هذه الأجواء المشحونة قبيل الانتخابات في جنوب أفريقيا، يبدو أن السباق الانتخابي هذا العام هو الأكثر تنافسية منذ نهاية حكم الفصل العنصري. حيث شهدت حملات الأحزاب السياسية الرئيسية تصعيدا ملحوظا، خاصة من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم الذي يسعى للحفاظ على أغلبيته البرلمانية الأولى منذ عقود.
ويعمل رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، على تحشيد الدعم الجماهيري لحزبه المؤتمر الوطني الأفريقي، وذلك بهدف تحقيق أغلبية مريحة في الانتخابات المقبلة. ورغم التحالفات السياسية المحتملة، إلا أن رامافوزا يرفض فكرة تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات.
من جهة أخرى، يعتبر زعيم حزب “مقاتلو الحرية الاقتصادية” (EFF)، جوليوس ماليما، منافسا قويا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي. حيث تشير التوقعات إلى أنه قد جذب تأييدا قويا وسط الشباب بدعوته لتأميم المناجم والبنوك، وقد حضر نحو 50 ألف مؤيد له في إحدى المسيرات الانتخابية مؤخرا.
وفي هذا السياق، يحث زعيم التحالف الديمقراطي، جون ستينهاوزن، أنصاره على التصويت لحزبه بهدف إلحاق الهزيمة بحزب المؤتمر الوطني الأفريقي. ويعتبر التحالف الديمقراطي من الأحزاب المعارضة الرئيسية في جنوب أفريقيا، ومن المنتظر أن يشتد التنافس بين هذه الأحزاب خلال الانتخابات.
ويأتي هذا السباق الانتخابي في ظل ظهور حزب أومكونتو ويسيزوي الذي أسسه الرئيس السابق جاكوب زوما الذي صدر ضده حكم قضائي يمنعه من الترشح في هذه الانتخابات. وبالرغم من ذلك، فإن تأثير هذا الحزب الجديد يبدو محدودا في الوقت الحالي.
إن الانتخابات القادمة في جنوب أفريقيا تأتي في وقت حرج للبلاد التي تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. ومع تنافسية الحملات الانتخابية، يبدو أن الناخبين سيختارون بحكمة من بين العديد من الخيارات المتاحة لهم، مما يجعل هذه الانتخابات هي الأكثر تنافسية وحاسمة منذ نهاية حكم الفصل العنصري في البلاد.