يحذر خبراء في جنوب أفريقيا من عودة الرئيس السابق جاكوب زوما لتصدر المشهد السياسي في البلاد، على الرغم من منعه قضائيا من الترشح، وذلك لاستمرار تحكمه في خيوط العمل السياسي. وتقول المحللة السياسية أساندا نغواشنغ إن زوما قد يستغل أي منطقة في الدستور ليعود إلى السلطة، معتمدا على ثغرات الدستور التي يمكن استغلالها. كما يُظهر زوما نفسه على أنه “رجل بسيط ذو إمكانيات متواضعة”، ويرتبط بقاعدته الجماهيرية عبر قراءته الصعبة للخطاب.
يتبنى زوما صورة ضد نيلسون مانديلا، حيث يصف نفسه بالرجل العملي الضحية للدستور الذي صاغه مانديلا. ويُشدد كاتب المقال على تباين زوما مع مانديلا، مشيرا إلى أنه يتهرب من المسؤولية ويلوم الهياكل السياسية رغم خدمته الطويلة لها. وبالنسبة لنغواشنغ، فإن مواطني جنوب أفريقيا يعتادون على تناقضات زوما في السعي وراء السلطة ومصالحه الشخصية، دون أي دوافع أخلاقية أو سياسية.
يُقارن المقال بين زوما ودونالد ترامب، مؤكدا أنهما يستغلان فترات الاحتقان السياسي ليعودا إلى المشهد السياسي. ويحذر الكاتب من تكرار سيناريو ترامب في جنوب أفريقيا، خصوصا أن زوما قد يستعين بتكتيكات مماثلة للوصول إلى السلطة. ويشير إلى أن الناخبين يجب أن يكونوا حذرين في اختيارهم لقادة البلاد، خاصة أن زوما قد يتلاعب بالأسماء المرشحة التي تؤيده.
زوما قد حكم بإزدراء القضاء في عام 2021، وعلى الرغم من منعه من الترشح، إلا أنه لا يزال يلعب دورا مهما في المشهد السياسي عبر حزبه الجديد حزب أومكونتو ويسيزوي. وتظهر صورته على بطاقة الاقترع ورغم ذلك يحاول استعادة الحكم خلف الستار من خلال المرشحين الموالين له. ورغم تناقضات زوما وتهربه، إلا أن جمهوره يظل متعاطفا معه وذلك يشير إلى العلاقة المعقدة بين الناس وقادتهم في جنوب أفريقيا.